ثواب السقاية (١)
عباس ذهیبات
منذ 9 سنواتلم يألُ الإسلام جهدا من أجل تأمين المتطلّبات الأساسية للمحتاجين في حدود
الإمكانات المتاحة ، وهي :
وهو مادة حياتية لا يستطيع الإنسان الاستغناء عنه بحال ، لذلك حثّ الإسلام على التكافل بين المسلمين من أجل تأمينه للمحتاجين. وكانت مشكلة ندرة المياه تثير الصراعات والحروب بين القبائل العربية في الجاهلية ، ومما يعقد المشكلة طغيان نزعة الأنانية والاستئثار في نفوس الناس في العصر الجاهلي ، لا سيما وأنهم يعيشون في بيئة صحراوية تقل فيها مصادر المياه ، فكان من الطبيعي والحال هذه أن يسعى البعض جاهدا للسيطرة على منابع المياه وحرمان الآخرين منها ، وهنا تستعر حالة التقاتل بين القبائل على مصادر الكلأ والماء. فلما جاء الإسلام عمل على تهذيب النفوس وحارب حالة الاستئثار ، وفعّل قيم الإيثار والخير في نفوس معتقديه ، فخفت حدّة هذه المشكلة العويصة. وها هي اليوم تطل برأسها نذر الشؤم ، فالخبراء من سياسيين وعسكريين يصرحون بأن الحروب القادمة بين الدول هي حروب على مصادر المياه ! يأتي ذلك في غياب أو تغييب مبادئ وقيم الإسلام ، التي لو شاعت وترسّخت في نفوس الناس لعمّ السلام والخير ، واختفى شبح الحروب عن هذا الكوكب.
وكان الإسلام يعتمد على الوازع الديني في حمل الناس على التكافل في هذا الشأن ، فهو يدفعهم ـ طوعاً ـ نحو الصدقة ، ويعتبر صدقة الماء من أفضل أشكال الصدقات ، عن الرسول صلىاللهعليهوآله ـ وقد سأله رجل : ما عمل إن عملت به دخلت الجنّة ؟ قال : « اشتر سقاءً جديداً ثمّ اسق فيها حتّى تخرقها ، فإنّك لا تخرقها حتى تبلغ بها عمل الجنّة » (١).
**************************
(١) عدّة الداعي / ابن فهد الحلي : ٩٢.
التعلیقات