أجر الإطعام (٣)
عباس ذهیبات
منذ 9 سنواتإن الإطعام له معطيات حميدة على المطعم ، إذ يسهم في زيادة الرّزق ، فعن الرسول
صلىاللهعليهوآله : « الرّزق أسرع إلى من يُطعم الطعام من السكين في السنام » (1). وبالمقابل هناك عواقب غير حميدة سوف يواجه تبعاتها كل من يطمس رأسه في رمال اللامبالاة تجاه إخوانه المؤمنين ، وخاصة أولئك الذين يصابون بالتخمة بينما المحيطون بهم يبيتون وبطونهم خاوية ، وفي هذا الخصوص قال الإمام زين العابدين عليهالسلام محذرا : « من بات شبعاناً وبحضرته مؤمن طاوٍ ، قال الله تعالى : ملائكتي ! اُشهدكم على هذا العبد أنّي أمرته فعصاني وأطاع غيري فوكلته إلى عمله ، وعزّتي وجلالي لا غفرت له أبدا » (2).
وكان هذا الإمام العظيم يخرج في اللّيلة الظلماء ويحمل الطعام أو الحطب على ظهره حتّى يأتي باباً باباً فيقرع ثمّ يناول من يخرج إليه ، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيراً لئلا يعرفه ، فلمّا توفي فقدوا ذلك ، فعلّموا أنّه كان علّي بين الحسين عليهماالسلام (3).
عن سفيان بن عيينة قال : رأى الزّهري علي بن الحسين عليهماالسلام في ليلة باردة مطيرة وعلى ظهره دقيق وحطب وهو يمشي ، فقال له : يابن رسول الله ، ما هذا ؟ قال : « أريد سفراً اعدّ له زاداً أحمله إلى موضع حريز ، فقال الزّهري : فهذا غلامي يحمله عنك ، فأبى قال : أنا أحمله عنك ، فإني أرفعك عن حمله ، فقال عليّ بن الحسين : لكنّي لا أرفع نفسي عمّا ينجيني في سفري ويحسن وردي على ما أرد عليه ، أسألك بحقّ الله لمّا مضيت لحاجتك وتركتني ، فانصرف عنه ، فلمّا كان بعد أيّام قال له : يابن رسول الله ، لست أرى لذلك السّفر الذي ذكرته أثراً ، قال : بلى يا زهريّ ، ليس ما ظننت ، ولكنه الموت ، وله كنت أستعد ، إنّما الاستعداد للموت تجنّب الحرام وبذل الندا والخير » (4).
**********************
(1) الكافي ٤ : ٥١ / ١٠ من نفس الباب.
(2) المحاسن ١ : ٩٨ / ٢٦.
(3) الخصال / الشيخ الصدوق : ٥١٧ / ٤.
(4) علل الشرائع ١ : ٢٣١ باب ١٦٥.
التعلیقات