البركة في الصدقة
عباس ذهیبات
منذ 9 سنواتهناك أحاديث عن أهل بيت العصمة : مفادها أن الله تعالى يبارك كثيراً في الصدقة
ولو كانت قليلة ، فليست العبرة في القلة والكثرة ، وإنما في تحسس المسلم حاجات إخوانه وتكافله معهم ، قال الإمام الصادق عليهالسلام : « قال الله عزّ وجلّ : إنّ من عبادي من يتصدّق بشقّ تمرة ، فأربيها له كما يربّي أحدكم فِلوه حتى أجعلها له مثل أحد » (1).
ويفضّل أن تُعطى الصدقة للأرحام ، وهم في الدائرة الأقرب من القرابة ، روى الراوندي أن عليّاً عليهالسلام قال : « أفضل الصدقة أختك وابنتك ، مردودة عليك ليس لهما كاسب غيرك » (2).
ولا شك أنّ التكافل مع القريب بمثابة السور الوقائي الذي يحمي العائلة من أخطار الفقر ويسهم في تقوية درجة الانسجام والتآلف بين أفرادها ، لذلك يُضاعف ثواب التصدق على القريب ، فقد سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله : أيّ الصدقة أفضل ؟ فقال صلىاللهعليهوآله : « على ذي الرحم الكاشح » (3).
فهذا التوجه ينسجم مع اهتمام الإسلام بالأرحام ، ودعوته لتمتين عوامل اللحمة معهم ، وخطب ودهم. قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « لا صدقة وذو رحم محتاج » (4).
والإمام الصادق عليهالسلام بدوره عمق هذا الاتجاه الذي يُفضّل القريب بالتكافل ، فقد سُئل عليهالسلام عن الصدقة على من يسأل على الأبواب ، أو يمسك ذلك عنهم ويعطيه ذوي قرابته ؟ فقال : « لا ، بل يبعث بها إلى من بينه وبينه قرابة ، فهو أعظم للأجر » (5).
*************************
(1) الأمالي / الشيخ المفيد : ٣٥٤ ، المجلس الحادي والأربعون.
(2) النوادر / الراوندي : ٨٣ دار الحديث ط ١ ، ١٤٠٧ ه.
(3) ثواب الأعمال : ١٧٣ / ١٨ ، منشورات الشريف الرضي.
(4) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٦٨ / ١٧٤٠.
(5) ثواب الأعمال : ١٤٢.
التعلیقات