ماقالت زينب في مجلس ابن زياد
علي بن الحسين الهاشمي الخطيب
منذ 9 سنواتذكر أرباب التاريخ كالسيد ابن طاووس وغيره أنّ ابن زياد جلس في القصر ، وأذن للناس إذناً عامّاً ، وجيء إليه برأس الحسين (عليه السّلام) فوُضع بين يديه في طشت ، واُدخلت عليه نساء الحسين وصبيانه ، وجاءت زينب ابنة علي أمامه وهي متنكرة ، فسأل ابن زياد : مَن هذه المتنكرة؟
فقيل له : هذه زينب ابنة علي
.فأقبل عليها بوجهه ، فقال : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب اُحدوثتكم.
فقالت (عليها السّلام) : الحمد لله الذي أكرمنا بالنبوة ، وطهّرنا من الرجس تطهيراً ، إنما يُفتضح الفاجر ، ويُكذب الفاسق ، وهو غيرنا.
فقال : كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟
فقالت : ما رأيت إلاّ خيراً ، هؤلاء قوم كُتب عليهم القتل فبرزوا على مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم ، فتحاج وتخاصم ، فانظر لمن الفلج يومئذ ، ثكلتك اُمّك يابن مرجانة!
فغضب اللعين وهم أن يضربها ، فقال له عمرو بن حريث : إنّها امرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها.
فقال لها ابن زياد : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين ، والعصاة المردة من أهل بيتك.
فقالت : لعمري ، لقد قتلت كهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ، فان كان هذا شفاؤك فلقد اشتفيت.
فقال (لعنه الله) : هذه سجّاعة ، ولعمري لقد كان أبوها سجّاعاً شاعراً.
فقالت : يابن زياد ، ما للمرأة المسبية والسجاعة! وإنّ لي عن السجاعة لشغلاً.
التعلیقات