شقيقة الحسين ( عليها السلام )
موقع سبطين
منذ 8 سنواتمن لا يعرف ان السيدة زينب بنت علي وفاطمة هي شقيقة الامام الحسين ( عليهم جميعا صلوات الله ) ؟ بلى ولكن حين يجعل هذا التعبير
عنوانا لكتاب فإن له معنى أعمق : فالسيدة زينب كانت الجزء المكمل لمسيرة السبط الشهيد وإذا كانت واقعة الطف من اقدار الله سبحانه فإن من تقديره الحكيم ان يكتمل الجزء الثاني والهام من المسيرة على يد من تكون شخصيتها مثيلة لشخصية اخيها الحسين تماما ، لافي الجوانب المادية فقط ، وانما في كافة الجوانب .
وإذا جعل الله مع آدم زوجته ، ومع موسى اخته ، ومع عيسى أمه ، ومع النبي بنته ، فقد جعل مع الحسين اخته الصديقة الصغرى ، فهما من شجرة واحدة . الفارق في العمر بسيط ويتلاشى مع الزمن ، والتربية واحدة في كنف الرسول ، وفي حضن فاطمة بنت محمد ، وتحت ظلال أمير المؤمنين علي ، انها كبرى الاسباط بعد اخويها الحسن والحسين ، وهي الى ذلك تجســد شمــائل امها بكل جلالها وجمالها ، و تتمثل شخصية ابيها بكل تقواها وعلمها ، و تتناسب مع شخصية اخيها الحسن ، وتكاد تتطابق مع شخصية اخيها الحسين ..
فإذا كانت التربية او الوراثة ذات أثر في صياغة شخصية أحد ، واذا كانت الاحداث هي التي تصنع شخصية انسان ، واذا كانت رســالة الفــرد الاساسية التي قدرت له ذات اثر في بناء كيانه ، فإن الصديقة زينب شاركت اخاها الامام الحسين عليه السلام في كل ذلك ..
ومنذ الأزل كانت واقعة الطف مقدرة .. اذ كانت الذروة في الصراع الجاهلي الاسلامي بعد انفجار نور الوحي على هضبات مكة ، و كانت الاحــداث تركض في هذا الاتجاه منذ لحظة وفاة النبي صلى الله عليه وآله ، ودخول بني أمية علــى مسرح الاحداث من جديد تحت غطاء النفاق ، وفي غفلة من الانصار وتغافل من المهاجرين لمصالح سلطوية مؤقتة .
قامت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في وجه ذلك الانحراف ، ورسمت لابنائها بدمها المطبوع على جدار بيتها .. وبأثار الضرب على متنها ، و بصرخاتها المدوية وبأهاتها التي زلزلت اركان المدينة ، رسمت بكل ذلك وبسقط جنينها محسن ، طريق التحدي .. فكانت بذلك سيدة نساء العالمين ، اذ انها وضعت حجر الزاوية الاول في بناء الاسلام النقي ، الذي لا يحكم الطغاة باسم الدين ، ولا يتحكم في مصير اهله المنافقون باسم القرآن والرسول .
رسمت طريقا لحمل اعباء الدعوة ، معالمه الهجرة والقيام ، والقتل والشهادة ، ثم الكلمة الثائرة التي لا تهدء ، والدمعة الناطقة التي لا ترقى .
وكانت زينب بنت الزهراء شاهدة عاشوراء . شقيقة الحسين ، قد استوعبت الدرس ، تماما ، أليست هي التي شاهدت بأم عينها كيف حمت أمها الصديقة الكبرى إمام زمانها وزوجها أمير المؤمنين عليه السلام حمته بنفسها حتى سقطت بين الباب والحائط تنادي فضة وتقول والله لقد قتلوا ما في احشائي .
أوليست هي التي كانت ترافق أمها وهي تلملم جراحها ، وتغتصب نفسها وتتحمل كل الالم ، وهي تسارع الى أمير المؤمنين لتمنع القوم من إكراهه على البيعة .
ألم تشاهد كيف يهوي ذلك العتل بسياطها على كتف امها لكي تترك زوجها .
بلى .. وكانت زينب الى جانب أمها حين انشدت ذلك الخطاب الصاعق في مسجد ابيها بالمدينة ، وهي التي روت من بعد تفاصيل ذلك الخطاب .
وانطبعت في شخصيته الطفلة الذكية معالم ذلك الطريق بوضوح وشفافية ، و كانت مسيرتها من المدينة الى الطف ، والى الكوفة ، والى الشام ، ثم الى المدينة والآفاق نسخة متطورة لمسيرة أمها فاطمة سلام الله عليها ، من البيت الى المسجد ، ومن المسجد الى البيت ، ومن قبل تطوافها على بيوت الانصار طالبة منهم نجدة الحق . .
وكان خطابها في الشام ، كخطاب امها في المسجد النبوي ؛ المثل والاهداف ، والتعابير والنبرات ، و الشجاعة والحكمة ، والاثارة ، والاستنهاض كلها واحدة .. وزادت البنت على أمها انها كانت أسيرة مكبلة ، مفجوعة بأعز الناس .. ولكنها عادت فأسرت آسريها ، وقيدت مكبليها ، وقهرت قائلي أهلها بالكلمة الحق ، وحسن التوكل على الله ، وكفى به وكيلا .
التعلیقات