تأملات في نصوص الخطبة المعجزة
موقع مدرسة الامام الحسين عليه السلام
منذ 8 سنواتعظم الله اجركم بمصاب سيدة نساء العالمين
فاطمة الزهراء عليها السلام
ان الحديث عن فاطمة ذا شجون ولمصابها تهمل العيون
فاطمة جوهر الزمان وسر الله
المكنون
وبنت رسوله وحليلة وصيه
وام حججه
آه يازهراء والف آه لمصابك الجليل الذي تقف له العقول حيرة
كيف تجرأت فئة باغية على الهجوم على الدار وضرب بنت
رسول الله
قوم قد اغواهم الشيطان وزين لهم فهجوم على دارا كانت للوحي مهبط
قال الشاعر
أجمعوا الأمر فيما بينهـم غـوت .... لهـم أمـانيهـم والجهـل والأملُ
أن يحرقوا منزل الزهراء فاطمـة....فيـالـه حـادث مستصعـب جَلَلُ
بيت به خمسة جبريـل سادسهـم ....من غير ما سبب بالنار يشتعلُ
وهنا نقف اما خطبتها الغرى بعد هجوم الدار والمصائب التي حلت بها
وغصب القوم فدك منها
خرجت السيدة الجلية بكوكبة من نسائها ووقفت في مسجد ابيها
بقدها النحيل وصوتها المضمخ بالألم وبعقلها النير الكبير وقلبها الشجاع البصيروقفت فاطمة الزهراء تلقي خطابها العظيم في مسجد ابيها رسول الله
(صلى الله عليه واله )
بالمدينة لتجلو درب الرسول الذي رش النور على درب الانسان وضوّى برسالته ابعاد الزمان والمكان ولكي ترفع عن كاهل الاسلام ظلم الظالمين وعدوان المغتصبين ولتهزّ الأرض من تحت اقدام المستبدّين الحاكمين وحتى قيام الساعة ان احتجاجاً على غصب فدك لم يكن مجرد صرخة في وجه الظلم بل كان بالدرجة الأولى تعرية لمنهج خاطىء و انذارا لمستقبل خطير
لان خطابها لهم لم يكن مجرّد خطاب سياسي محض
بل هو خطاب
ديني ـ تاريخي ـ قانوني ـ سياسي ـ اجتماعي ـ ثوري
ذات أبعاد متعدّدة ..
ونحن اليوم نتقرّب الى الخطّ العام للخطبة
ونتعرّف على غايتها الكبرى
فهي سلام الله عليها
تبدأ الخطبة بحمد الله والثناء عليها وتعرّج على التذكير بنعمه ثمّ عن توحيد الله وعظمته وفلسفة الخلقة وبعث الرسل وعلّة الثواب والعقاب ثمّ تنتقل الى ابيها العظميم محمّد
(صلى الله عليه واله)
ذلك الرسول الذي شرّفه الله وفضّله على جميع المخلوقات قبل ان يخلق الخلق اجمعين ثم تعطي صورة سريعة عن الوضع الجاهلي والظروف التي بعث فيها رسول الله ثمّ عن مقامه العظيم عند الله
مع إشارة ذات معنى الى خلاصة من أتعاب الدنيا ومشاكلها وأوضارها
ثمّ تتحدث عن ( القرآن العظيم ) ودور المسلمين ( الحاضرين في المسجد ) في المحافظة على دساتيره وقوانينه وأحكامه
وفي نقته جميلة تنتقل الى أهم ماجاء في القرآن الكريم من أحكام
وشرائع
مع بيان مقتضب وعميق لفلسفة الأحكام
كالصلاة والصيام والحج والجهاد والقصاص الخ مع توصية الحاضرين بالالتزام بالتقوى وخشية الله والخضوع لاحكامه
بعد ذلك تنتقل الى صلب الموضوع ـ مع تذكير ذات معنى بشخصيّتها وتأكيد على وعيها لما تقول وفهمها العميق لدورها وخطابها وكلامها وتأثير هذا الخطاب على مرّ التأريخ منادية :
( إعلموا أنّي فاطمة وأبي محمّد أقول عوداً وبدءاً لا أقول ما أقول غلطاً ولا أفعل ما أفعل شططاً )
وتنحدر في التعريف بدور أبيها الرسول الأعظم في أنقاذهم من الضلالة والعمى والجهود الجبارة التي بذلها في هذا السبيل حتّى خضع الجميع للسلام ، بعد ضياع طويل في ظلمات الجاهليه الجهلاء مع وصف دقيق لحالهم اقتصادياً ومعيشياً وأمنياً حتّىجاء الرسول وأنقذهم من الضلال العريض بعد حروب مدمّرة ومؤامرات طاحنة كان البطل الأول في اخمادها وأبطال فتيلها والسيطرة عليها هو الإمام الهمام علي بن أبي طالب عليه السلام مع وصف دقيق لشخصيّة زوجها العظيم مكدود في ذات الله مجتهد في أمر الله قريب من رسول الله سيّد في أولياء الله ....
فاطمة ايتها الحوراء الانسية اني مولاتي اقف عاجزة عن اقول حرفا فيك
وما عسى ان اقول فهل يمكن لي وصف الشمس او هل يمكن لي وصف البحر الزاخر
يتبع
التعلیقات