لماذا رفض طفلي الذهاب للحضانة فجأة؟ وما الحل؟
موقع سوبر ماما
منذ 8 سنواتطفلي يذهب إلى الحضانة منذ سنة أو أكثر وفجأة، بدأ يرفض الذهاب ويبكي بشدة كل يوم
عند ذهابه إليها.. فما السبب؟
يعد هذا التصرف أحد التصرفات المحيرة التي تثير استغراب أغلب الأسر، أن يكره الطفل الحضانة فجأة، دون أسباب واضحة، وعند سؤاله عن السبب لا يذكر شيئًا!
عندها تقع الأسرة في موقف حرج، خاصةً إذا كان والداه يعملان، وتم ترتيب أسلوب حياتهما على وجود الطفل في الحضانة خلال فترة الصباح.
في البداية، يجب عليكِ البحث عن أسباب رفض الطفل المفاجئ، فمن الممكن أن يكون قد حدث أحد هذه الأسباب:
حدوث تغير كبير أو مشكلة ما داخل الحضانة، مثل: "وجود مدرسة أو دادة جديدة، أحد أصدقائه لم يعد يذهب، أحد الأطفال أو المدرسين يؤذيه نفسيًا أو جسديًا،…إلخ".
من الممكن أن يكون طفلك مصابًا بقلق الانفصال، وهو أمر شائع الحدوث بين الأطفال، وأيضًا يتكرر على مراحل مختلفة، فكلما كبر الطفل يكبر معه عالمه الخاص، فيتكرر قلق الانفصال مرات عديدة.
في بعض الأحيان، يختبر الطفل والديه عن طريق رفض بعض الأشياء العادية في حياته، ليرى رد فعلهم عن المسموح والممنوع، فمثلًا يقول لنفسه: "أنا مش هروح الحضانة وهعيط، لما أشوف ماما وبابا هيعملوا إيه؟".
في كل حالة من هذه الحالات الثلاثة، يجب التعامل بحذر، حتى لا تتأثر حالة الطفل النفسية بشكل سلبي.
أولًا، عليكِ مراجعة ما يحدث داخل الحضانة بالتفصيل كالآتي:
هل يوجد مدرس جديد؟ هل حدث تغير في شكل وأسلوب الحضانة من ألعاب وتدريس؟
تحدثي مع المدرسين عما قاله له طفلك، حتى وإن كانت أشياء صغيرة، ويجب عليهم المساعدة في حلها، وإن لم يبادروا بذلك، فمن الضروري نقل الطفل إلى حضانة جديدة، ﻷنهم بذلك لا يؤدوا مسؤولياتهم تجاه الطفل.
أخيرًا، يجب أن تسألي نفسك: "هل أنت مطمئنة تجاه هذه الحضانة؟ وهل تشعرين دائمًا بالافتقاد لطفلك؟ هل تشعرين بالسوء عندما تتركيه ؟ إذا كانت الإجابة نعم، فاعلمي أن مشاعرك وإن لم تذكريها، فهي تنتقل إلى طفلك بشكل لا إرادي، ومن المحتمل أن يكون هذا السبب وراء كرهه للحضانة فجأة، ولحل هذه المشكلة من الممكن تغيير الحضانة، والتحدث مع أمهات أخريات عن مشاعرك، فهذا سيخفف عنك الشعور الدائم بتأنيب الضمير، واعلمي أن الحياة ليست مثالية، وما عليكِ إلا أن تفعلي أقصى ما في استطاعتك، من أجل أطفالك دون أن تقسو على نفسك.
إذا وجدتِ كل شيء على ما يرام في الحضانة، اذهبي إلى النقطة التالية، وهي احتمالية إصابة طفلك بقلق الانفصال:
في البداية، ضعي نفسك مكان الطفل، فجميعنا تمر عليه لحظات لا يريد فيها فعل شيء معين، ولكنه مجبر عليه، هذا بالضبط شعور طفلك.
فهو لا يريد أن يذهب إلى الحضانة دون سبب واضح، هو فقط لا يريد فعل هذا الشيء، أو أنه يريد الجلوس معك ومع والده، إذن هذا هو الوقت المناسب لتعليم طفلك أن هناك أشياء في الحياة يجب التأقلم معها حتى إن لم نرغب فيها:
إذا شعرتِ أن السبب هو افتقاد طفلك لكِ ولوالده من الممكن اتباع بعض الخطوات:
اجعليه يصطحب معه إلى الحضانة شيئًا خاصًا بك وبوالده، حتى لا يفتقدكما في هذه الفترة.
اجعلي معه دائما في حقيبته صورة تجمعكم معًا، تكون مرافقة له طوال فترة الحضانة ينظر إليها كلما افتقدكم.
تأكدي من وجود شخص يحبه الطفل داخل الحضانة، مدرسّة أو دادة ليلجأ إليها في وقت الحاجة.
اسعي دائمًا أن تزيدي من قوة الترابط بينك وبين الحضانة والعاملين فيها أمام الطفل، فالأطفال يشعرون بالأمان تجاه الأماكن التي يألفها آباؤهم وأمهاتهم.
كل يوم في طريقك للحضانة، اجعلي ذهن طفلك دومًا مشغولًا بشيء جميل سيفعله أو سيراه في الحضانة، حدثيه عن المدرسّة التي يحبها أو صديقه الذي يلعب معه ألعاب جميلة.
أما إذا كان طفلك لا يريد الذهاب لمجرد أنه لا يريد فعل شيء ونفسيته لا تسمح بذلك، فعليك اتباع الآتي:
ذكريه دائما أن البكاء سيستهلك طاقته وأننا جميعا يجب علينا استغلال أوقاتنا، فيما يفيدنا وأنه بعدم ذهابه للحضانة سيفتقد الكثيرمن الأشياء وعددي له ما يحب في حضانته.
ارسمي له صورة جميلة يتخيلها عما سيفعله في الحضانة، وكوني محددة في الكلام بأشياء يحب فعلها هناك، واتفقي مع مدرسّيه على فعل هذه الأشياء.
في الحالة الأخيرة، إذا لم يكن أي سبب مما سبق وقمتي بتجربة كل الحلول الممكنة ولم تفلح فعليك بالآتي:
أولًا بضبط أعصابك وكوني إيجابية قدر المستطاع، فكلما بلغت درجة عصبيتك سيشعر بها الطفل وسيزيد معدل عصبيته وبكائه.
بعد ذلك، عليك أخذ الطفل إلى الحضانة حتى وإن بالغ في البكاء لا تفقدي أعصابك، واشرحي له أنك ستحمليه هذه المرة، وفي المرة القادمة سيمشي إلى جانبك ويذهب بنفسه.
تحدثي معه دائمًا انك تفهمين مشاعره ولكن عليه تقبل الأمر، فهذا هو روتين اليوم وطالما لا يوجد مشكلة فعليه الالتزام بقواعد المنزل.
في النهاية، عليك مكافئته في نهاية اليوم بشيء يفضله هو.
التعلیقات