حزني (مكتوبة) - باسم الكربلائي

منذ ٩ أشهر١٨٢مشاهده
حفظ
|1

لطمية حزني مكتوبة

 

الرادود باسم الكربلائي

 
 
حُزني وما أدراكَ ماحُزني
عَني حكى قيدُ الأسَى عَني
إني اسيرُ الجُرحِ والأنِ .. إني اسيرُ الجُرحِ والأنِ
منهالُ هذي حالتي عن حالتي تُجاوب
من كربلا للشامِ كم شاهدتُ من مصائب
مُسبحاً بالقيدِ أتلوا آياتِ النواب
مُردداً نادي عليٌ مظهرَ العجائب
بالحقدِ هذي الشامُ معروفة
مأساتُها زادت على الكوفة
بالدمعِ يامنهالُ فإسمعني
إني اسيرُ الجُرحِ والأنِ
الحمدُ للهِ على البلاءِ لا السلامة
فبعدَ ذبحِ والدي قامت لنا القيامة
لم يكفهم سلبُ الردا والدرعِ والعمامة
بأربعين حافراً قد طحنوا عِظامه
ويلي على اظلاعهِ ويلي
قد وزعتها أرجلُ الخيلِ
أغمضتُ عن ذاكَ البلا جَفني
إني اسيرُ الجُرحِ والأنِ
أنا إبن من أُسريَ ليلاً على البُراقِ
ومن زقاقٍ صِرتُ مأسوراً إلى زُقاقِ
إن مالت الناقةُ شَدت بالأذى وثاقي
هذا قمصي أحمرٌ من دميَ المُراقِ
أغلالهم عضتْ على لحمي
حتى رأت لي زينبٌ عظمي
كم أعولت لما دنت مني
إني اسيرُ الجُرحِ والأنِ
منهالُ عذبُ الماءِ كم أشعلني عذابا
أستذكر الطفلَ رضيعاً سُقي المُصابا
طِفلٌ وهذا رأسهُ فوقَ القناةِ شابا
قرأتُ في عيونهِ لا تضربوا الربابا
سكينةً بِصوتِها المُحزن
ترجوهُ سلملي على المُحسن
إحترتُ بينَ البنتِ والأبنِ
إني اسيرُ الجُرحِ والأنِ
هذي العصى بهمسةٍ أقلبُها لإفعى
أومي لها كي تلقفَ السياطُ حيثُ تسعى
لكن صبرتُ ناظراً إلى الصغارِ جوعا
إي يصرخوا أشبعهم رمحُ اللئيمِ قرعا
جسمي نحيلٌ يشتكي العِلة
لم أستطع أنّ أحميَ الطفلة
كم عَذبتني شِدّةُ الوهنِ
إني اسيرُ الجُرحِ والأنِ
مثلَ بني إسرائيلَ أصبحنا نرى الهوانا
وكم بدى أبنُ أبيهِ مُبغضاً أبانا
كالتركِ او كالرومِ في البلدانِ قد سبانا
في موصلٍ في حلبٍ أيضاً و عسقلانا
لِبعلبكَ كانت الجولة
في تُربها ضلت لنا خولة
أبكيتُ عينَ الإنسِ والجنِ
إني اسيرُ الجُرحِ والأنِ
وا عجباً وكلُ مافي الكونِ قد تعجب
هل سورةُ الفتحِ لقصرِ الطُلقاءِ تذهب !
يزيدُ قام شامتاً يسألُ أينَ زينب
حتى رأت ثغرَ أبي بالخَيزُرانِ يُضرب
مُذ كسرَ اللعينُ أضراسه
عباسُ هزَ غاضباً راسه
لكنني في الأسرِ لكني
إني اسيرُ الجُرحِ والأنِ
 
للشاعر: علي عسيلي العاملي 

التعلیقات

اکتب التعلیق...