العلاقة مع الله تعالى
موقع وارث
منذ 7 سنواتبِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
قال الله تعالى:
﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ سورة الذاريات، الآية 56.
من الحقائق التي ينبغي على الإنسان ان يلتفت اليها هو أن يبني علاقته مع الله تعالى ليس على أساس هوى النفس الأمّارة بالسوء، واتّباع الشهوات وخطوات الشيطان التي له الحريّة الكاملة فيها، ولكن يبنييها على أساس أنّه تعالى الخالق والمدبّر والسيّد والمالك، فعلاقة الإنسان بربّه يجب أن تكون علاقة العبد مع سيّده وخالقه، وعلاقة العبد الآبق مع مولاه، وعلاقة المعترف له والمقرّ له بما أنعم به عليه، وقدرته على سلب كلّ هذه النعم.
فالله عزّ وجلّ الذي هو أرحم الراحمين هو أيضًا شديد العقاب. وقد حذّر من قهّاريّته وسطوته وغضبه، والجرأة على معاصيه والاستخفاف بحقّه، وارتكاب نواهيه مهما كبرت ومهما صغرت.
عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: " لا تنظروا إلى صغر الذنب ولكن انظروا إلى من اجترأتم"
بحار الأنوار ج74، ص170.
حيث انه لا ريب في أنّه سبحانه وتعالى مع الحريّة التي أعطاها للإنسان، بيّن له النتائج المترتّبة على هذه الحريّة، ولأنّه الربّ الرحيم الودود رغَّب عباده وحثّهم على سلوك الطريق الأنفع والأصلح لهم، وبيّن لهم طريق الخير من الشر، وأنّ أساس ذلك يرتكز على الخضوع له عزّ وجلّ وامتثال جميع أوامره ونواهيه، وهذا هو معنى انه سبحانه جعل له الحرية أي خلقه وأراد منه اختيار الطاعة على المعصية.
عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "إيّاكم والتهاون بأمر الله عزّ وجلّ، فإنّه من تهاون بأمر الله أهانه الله يوم القيامة"
بحار الأنوار ج69، ص227.
ومن هنا ينبغي على العبد أن يعرف أنّ صلاحه في الدنيا والآخرة يقوم على أساس الطاعة المطلقة لله تعالى، والاعتراف له بهذا الحقّ، وعدم الاستخفاف بشيء من أوامره ونواهيه، وإلاّ كان من الخاسرين.
التعلیقات