دور المرأة في عصر الغيبة
السيد حيدر الجلالي
منذ 7 سنواتعن أبي عبدالله(ع):"إن علياً صلوات الله عليه وآله حين سار إلى الكوفة، استودع أم سلمة كتبه ووصيته، فلما رجع الحسن دفعتها إليه"(1). يمكن للمرأة أن تكون في مرتبة قد لا يصل إليه الرجل، ولسنا هنا في صدد بيان وشرح ما يتعلق بأعمال المرأة في المنزل فقط، بل الكلام هنا يتمحور حول دور المرأة ومكانتها السياسية حيث تكون نقطة عطفٍ في هذا الباب. فإن للمرأة قابلية ليس لدى أكثر الرجال وهي العمل في البيت لتدبير منزلها تنظيم حياة أسرتها وتربية الأطفال والشؤون المنزلية من جهة، ومن جهة أخرى نشاطاتها في خارج البيت كموظفة ممتازة أو كاسبة محترمة. وهذه النقطة هي التي تكشف عن دورها في المجتمع وتأثيرها عليه، الأمر الذي يبدو أنه كان منذ بدء الحياة ومنذ أن خلق الله الخلق إلى يومنا هذا الدور الذي تطور على مدى عمر الإنسان بأشكال مختلفة، حيث يتضح ذلك من الأدوار التي لعبتها المرأة في بناء تاريخ الإسلام وتشيد الشريعة الإسلامية كقول الرسول الأعظم (ص) في حق السيدة خديجة(س) ودورها المتميز في صدر الإسلام: "ما قام ولا استقام ديني إلّا بشيئين: مال خديجة وسيف علي بن أبي طالب"(1)، أو خطب السيدة فاطمة الزهراء(ع) في المدينة وخطب السيدة زينب(ع) في الكوفة والشام. وقد ذكر الله في كتابه العزيز نماذج من النساء اللواتي ساهموا في بناء الأديان وكان لهن دور فعال ومباشر في المجتمع،كالسيدة مريم وآسية وغيرهن من النساء. هذا الدور الفعال إيجابياً كان أو سلبياً ، لا يتوقف إلى يوم القيامة وفي الوقت الذي نمرّ به (أي: زمن غيبة الإمام المهدي(عج)) كذلك للمرأة دوراً كبيراً في المجتمع، كما نرى أنّ لها حضوراً فعالاً في كثير مِن المِهَن والمجالات السياسية والدينية والاقتصادية حيث لا يمكن إهمالها. لكن السؤال هو أنه ما هو دورها في عصر الغيبة؟ في بداية الأمر على المرأة أن تعرف الطريق الصواب الذي هو طريق الإلهي الحق عن الخطاء؛ لكي تسلك ذلك الطريق الصواب، وبالتالي ومن خلاله تستطيع أن تؤدي دورها المؤثر والفعال في هذا العصر الحرج. وقد ورد أن المرحوم السيّد محمد باقر السيستاني والد السيّد علي السيستاني أراد أن يتشرف بزيارة الإمام المهدي(عج) ولذلك عزم أن يقرأء زيارة العاشوراء في جميع مساجد مشهد المقدسة (حيث كان يقطن في تلك المدينة آنذاك) وذلك لمدة 40 جمعة. فيقول السيّد محمد باقر بأنّ في أحدى الجُمع الأخيرة رأيت نوراً يتسطح من أحد البيوت التي كانت قريبة من المسجد، فذهبت إلى ذلك البيت، ودخلتُها، فرأيت أنّ الإمام(عج) جالس في أحد الغرف إلى جانب جنازة عليها قماش بيضاء، فدنوت منه وبكيت وسلمت عليه، وعندما كنت أنا في هذا الحال فإذا بالإمام(عج) قال لي: لمَ تبحث لي بتحمل هذه المشقات؟كُن مثل هذه الجنازة لكي أنا أبحث عنك، ثم قال(عج) هذه المرأة لم تخرج في زمن كشف الحجاب - في فترة حكم رضا شاه ملك ايران الذي كانت تُجبر المرأة على خلع حجابها لو أخرجت من البيت- لمدة 7 سنين من البيت لكي لا يراها شخص أجنبي (2). نعم، بهذا العمل المرأة أدّت دورها في المجتمع وكان ذلك من خلال عدم خروجها من البيت. وعن الإمام الصادق(ع): "النظرة سهم من سهام إبليس مسمومٌ، مَن تركها لله عزّ وجلّ لا لغيره أعقبه الله أمناً وإيماناً يجد طعمه،"(3) وهذا الطعم والمكافأة يكمن في دور المرأة الإيجابي للمجتمع. 1. (الكافي/ج1/ص298) 2. (الشجرة الطوبى/ج2/ص233) 3. (سيد محمد رضا طباطبائي نسب/عصر انتظار/ص155) 4. (وسائل الشيعة/ج20/ص192)
التعلیقات