الدور الإجتماعي للمرأة
موقع وارث
2024 Sep 20المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص٢١٢-٢١٣
قال العلامة الطباطبائي : إن الإسلام ساوى بين المرأة وبين الرجل من حيث تدبير شؤون الحياة بالإرادة والعمل ، فإنهما متساويان من حيث تعلق الإرادة بما تحتاج إليه البنية الإنسانية في الأكل والشرب وغيرهما من لوازم البقاء وقد قال تعالى :{بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}[آل عمران: ١٩٥] فلها أن تستقل بالإرادة ولها أن تستقل بالعمل وتمتلك نتاجهما ، كما للرجل ذلك من غير فرق ، {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ }[البقرة: ٢٨٦] .
فهما سواء فيما يراه الإسلام ويحقّه القرآن والله يحق الحق بكلماته غير أنه قرر فيها خصلتين ميّزهما بها الصنع الإلهي :
احدهما : أنهما بمنزلة الحرث في تكوُّن النوع ونمائه فعليها يعتمد النوع في بقائه فتختصّ من الأحكام بمثل ما يختص به الحرث وتمتاز بذلك عن الرجل .
والثانية : إن وجودها مبني على لطافة البنية ورقة الشعور ولذلك أيضا تأثير في أحوالها والوظائف الاجتماعية المحوّلة إليها . فهذا وزنها الاجتماعي ، وبذلك يظهر وزن الرجل في المجتممع، واليه تنحلّ جميع الأحكام المشتركة بينهما وما يختص به أحدهما في الإسلام ، قال تعالى :{وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}[النساء: ٣٢] .
يريد أن الأعمال التي يهديها كل من الفريقين الى المجتمع هي الملاك لما اختص به من الفضل ، وأن من هذا الفضل ما تعين لحوقه بالبعض دون البعض ، كفضل الرجل على المرأة في سهم الإرث ، وفضل المرأة على الرجل في وضع النفقة عنها ، فلا ينبغي أن يتمناه متمن ، ومنه ما لم يتعين إلا بعمل العامل كائنا من كان ، كفضل الإيمان والعلم والعقل والتقوى وسائر الفضائل التي يستحسنها الدين ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، واسألوا الله من فضله، والدليل على هذا الذي ذكرنا قوله تعالى بعده:{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ}[النساء: ٣٤](١).
___________________
١ـ تفسير الميزان:٢/٢٧١-٢٧٢.
التعلیقات