عقيلةُ بني هاشم
السيد حيدر الجلالي
منذ 6 سنواتعقيلةُ أهلُ بيتِ الوحي بنتُ * الوصي المرتضى مولى الموالي
شقيقةُ سبطَي المختارِ من قد * سمت شرفاً على هام الهلالِ
حَكَت خَيرُ الأنامِ علاً وفخراً * وحيدرٌ في الفصيح من المقالِ
وفاطمُ عفة وتقي ومجداً * وأخلاقاً وفي كرم الخلالِ
ربيبةُ عصمةٍ طهرت وطابت * وفاقت في الصفاتِ وفي الفعالِ
فكانت كالأئمةِ في هُداها * وإنقاذُ الأنامِ من الضلالِ
وكان جهادُها بالليل أمضى * من البيضِ الصوارمِ والنصالِ
و كانت في المصلى إذ تناجي * وتدعو اللهَ بالدمعِ المذالِ
ملائكةُ السماءِ على دعاها * تؤمنُ في خضوعٍ وابتهالِ
روت عن أمّها الزهراء علوماً * بها وصلت إلى حدِ الكمالِ
مقاماً لم يكن تحتاجُ فيه * إلى تعليمِ علمٍ أو سؤالِ
ونالت رتبةٌ في الفخرِ عنها * تأخرت الأواخرِ والاوالي
فلولا أمّها الزهراء، سادت * نساء العالمين بلا جدالِ
هي السيّدة زينب بنت علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، ثالث أولاد أميرالمؤمنين (عليه السلام) من السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام).
كانت(عليها السلام) عالمة غير معَلّمة وفهِمة غير مفهّمة، کما قال الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) في حقّها: "أَنْتِ بِحَمْدِ اللَّهِ عَالِمَةٌ غَيْرُ مُعَلَّمَةٍ فَهِمَةٌ غَيْرُ مُفَهَّمَة"،(1) وكانت في فصاحتها وزهدها وعبادتها كأبيها أمير المؤمنين وأُمّها الزهراء (عليهما السلام).
کذلک ذكر في الطراز المذهّب: "إنّ شؤونات زينب الباطنية ومقاماتها المعنوية كما قيل فيها: إنّ فضائلها وفواضلها، وخصالها وجلالها، وعلمها وعملها، وعصمتها وعفّتها، ونورها وضياءها، وشرفها وبهاءها تالية اُمّها الزهراء ونائبتها (عليهن السلام)".(2)
وذكر في مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الاصبهاني: "زينب العقيلة بنت عليّ بن أبي طالب، واُمّها فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، والعقيلة هي: التي روي ابن عبّاس عنها كلام فاطمة (عليها السلام) في فدك، فقال: حدّثتني عقيلتنا زينب بنت علي(علیهما السلام)".(3)
وأيضاً قال الشيخ علي الخطي: "السيّدة الطاهرة الزكيّة زينب بنت الإمام عليّ بن أبي طالب ابن عمّ الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) وشقيقة ريحانتيه، لها أشرف نسب وأجلّ حسب وأكمل نفس وأطهر قلب، فكأنّها صيغت في قالب ضمخ بعطر الفضائل، فالمستجلي آثارها يتمثّل أمام عينيه رمز الحقّ، رمز الفضيلة، رمز الشجاعة، رمز المروءة وفصاحة اللسان، قوّة الجنان، مثال الزهد والورع، مثال العفاف والشهامة، إنّ في ذلك لعبرة...(4)
1. بحار الانوار ج 45 ص 199.
2. العقیلة والفواطم، ص22.
3. مقاتل الطالبین، ص60.
4. وفيات الأئمة(عليهم السلام)، ص436.
التعلیقات