وَ قَرْنَ في بُيُوتِکُنَّ
التنظيم: السيّد حيدر الجلالي
منذ 6 سنواتبعد مقتل عثمان بن عفان بايعت الناس الامام أميرالمؤمنين علي (عليه السلام)، ومن بين المبايعين طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، وطلباً منه (عليه السلام) أن يوليهما بعض ولاياته، ولكن الامام (عليه السلام) قال لهما : "إني لا
أشرك في أمانتي إلا من أرضى بدينه وأمانته من أصحابي"(1)، فداخلهما اليأس من المنصب، فاستأذناه للعمرة، وخرجا من المدينة الى مكّة ناكثين بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام).
ولما وصلا الى مكّة دخلا على عائشة، وأخذا يحرّضانها على الخروج على أميرالمؤمنين علي (عليه السلام)، فخرجت عائشة معهما راكبة على جمل ذات صوف أحمر مطالبة بدم عثمان، فصادفهم في اثناء الطريق عبد الله بن عامر عامل عثمان على البصرة، قد صرّفه أمير المؤمنين (عليه السلام) بحارثة بن قدامة السعدي، فرجح لهم البصرة، لما فيها من كثرة الضيع والعدّة، فتوجهوا نحوها، فمانع عنها عثمان بن حنيف والخزان والموكلون، فوقع بينهم القتال، ثم اسروا عثمان وضربوه ونتفوا لحيته.
ولما سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) بوصولهم جهّز جيشاً وخرج الى البصرة، ولما وصل إلى البصرة بعث اليهم رسولاً يناشدهم، فأبوا إلّا الحرب وقتاله.
ثم أخذ الامام (عليه السلام) يناشد طلحة والزبير وعائشة، فلم تنفع معهم، عند ذلك نشبت الحرب بينهما وأسفرت عن قتل ستة عشر آلاف وسبعمائة وسبعون رجلاً من أصحاب الجمل، وأربعة آلاف رجل من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وانكسار جيش أصحاب الجمل.
ثم إن الامام (عليه السلام) أمر محمد بن أبي بكر أن ينزل عائشة في دار آمنة بنت الحارث، ثم أمر بارجاعها الى المدينة، ورجع هو (عليه السلام) الى الكوفة.
هذا، ومع العلم بأن أكثر المؤرخين ذكروا أن عائشة كانت من أوائلي المحرضين على قتل عثمان، وعباراتها مشهورة ومعروفة : "اقتلوا نعثلاً(2).. قتل الله نعثلاً(3).. عثمان غير سنة رسول الله(4) "!!!
1) بحار الأنوار، ج32، ص6.
2) وضوء النبي(صلى الله عليه وآله)، ج2، ص319.
3) المسترشد، هامش ص165.
4) بحار الأنوار، ج31، ص300.
التعلیقات