صيام اليافعات
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 4 سنواتمن المهم ان تقوم العائلة الكريمة المسلمة بتشجيع وترغيب أطفالها على العبادة، وتذكر لهم أجر وثواب ما يحلصون عليه في قبال العبادة التي يقومون بها، ومن جانب آخر تجب على العائلة الكريمة أن تنذر وتحذر الأطفال على عقوبة ترك العبادة وما يحصلون على العذاب في تركهم للعبادة الواجبة، أي يجب أن يجعلوهم بين الخوف والرجاء، كما هو المطلوب من العبد الحقيقي.
العلاقة بين الخوف والرجاء
إنّ الخوف والرجاء حالتان تعرضان على النفس كثيراً، ويجب أن تكونا متلازمتين عند العبد المؤمن السالك منهج المعصومين عليهم السلام، بحيث لو حصل للإنسان خوف من الله تعالى بلا رجاء عبّر عنه باليأس من روح الله، أو حصل له رجاء بلا خوف عبّر عنه بالأمن من مكر الله، وقد ورد النهي عن كلّ حالة منفصلة عن الأخرى، وجاء في الخبر عن الحارث بن المغيرة أو أبيه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «قلت له: ما كان في وصيّة لقمان؟ قال: كان فيها الأعاجيب، وكان أعجب ما كان فيها أن قال لابنه: خف اللّه خيفة لو جئته ببرّ الثقلين لعذّبك، وارج اللّه رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك، ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: كان أبي يقول: إنّه ليس من عبد مؤمن إلّا وفي قلبه نوران نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا، ولو وزن هذا لم يزد على هذا». (1)
تدريب الصغار على العبادة
لا شك أن تدريب الصغار على العبادات منذ الصغر أمر مهم للغاية؛ لأن من شبّ على شيء شاب عليه، وإن كانت غير مطلوبة شرعاً منهم، والصلاة والصيام يربيان الصغار على الأخلاق الفاضلة، ويكفي قول الباري عزّ وجل في شأن الصلاة: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾، (2) وقوله عزّ وجل في شأن الصيام: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، (3) فالتقوى هي غاية الصوم كما أخبرنا القرآن، والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله يؤكد لنا أن الصائم تكون أخلاقه حسنة وسلوكه راقية.
وهذه الأخلاق الراقية التي تعكسها العبادات على شخصية من يؤديها بإخلاص هي من أهم ما ينبغي لنا أن نهتم بها، بل من الواجب أن يستفيد منها أطفالنا، حتى نحميهم من وسائل الانحراف الكثيرة التي تحيط بهم من كل جانب.
ومن المهم أن نستدرج بتعليم العبادة على الأطفال وخصوصا البنات حتى إذا وجب عليهن الصيام بإتمام السنة التاسعة من عمرهن يكون من السهل تحمل ساعات الصيام عليهنّ.
صيام العصافير
والمقصود به (الصيام بالتدريج) وهو الصيام الذي يجب على كل أم العمل به بالنسبة لطفلها الذي سيصوم لأول مرة، ومن الخطوات التي يجب على الأم تنفيذها للصيام هي: عدم ترك طفلها الذي يصوم لأول مرة حتى نهاية ذلك اليوم، ، بل أن تقوم بتحديد عدد الساعات لصيام طفلك، مثال: أن يصوم الطفل في اليوم الأول 4 ساعات بدون طعام ولا ماء وفي اليوم الثانى يصوم 5 ساعات، وهكذا حتى يستطيع أن يصوم حتى نهاية اليوم، لكن عليها أن لا تنسى أن تزيد عدد الساعات، الأمر الذي يرتبط بصحة طفلها، وهل يتحمل صيام عدد هذه الساعات أم لا؟ وتتجنب إجبار الطفل على الصيام، لأن هذا سيؤدي إلى نتيجة عكسية تجعله لا يحب الصيام ولا شهر رمضان.
استفتاءات حول المسألة:
السؤال: ما هو السن الشرعي لصيام المرأة؟
الجواب: بعد البلوغ، وعلامة البلوغ في الأنثى إكمال تسع سنين هلالية، فيجب عليها الصوم وسائر الواجبات الشرعية في اليوم الأول من السنة العاشرة.
السؤال: هل يجب الصوم على البنت بعد البلوغ إذا لم تكن قادرة عليه؟ وهل يجب عليها القضاء فقط إذا أفطرت أو مع الكفارة؟
الجواب: إذا لم تكن قادرة على الصوم، فلا يجب. وعليها أن تقضيه بعد ذلك ولا كفارة عليها، ولكن يجب عليها تحمل الصعوبة فيه إلاّ إذا كانت لا تتحمل من مثلها عادة. (4)
1ـ محجة البيضاء: ج 7، ص 283.
2ـ سورة العنكبوت: الآية 45.
3ـ سورة البقرة: الآية 183.
4ـ https://www.sistani.org/arabic/qa/02343/
التعلیقات