فاطمة الصغرى عليها السلام
نساء خالدات
منذ 16 سنةمناقضات
انتظروا اللعنة[1]
روى زيد بن موسى قال: حدثني أبي، عن جدّي (صلّى الله عليه وآله) قال: خطبت فاطمة الصغرى على أهل الكوفة بعد أن وردت من كربلاء فقالت:
الحمد لله عدد الرمل والحصى، وزنة العرش إلى الثَّرى، أحمده وأؤمن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله (صلّى الله عليه وآله) وأن أولاده ذبحوا بشط الفرات بغير ذُحل ولا ترات.
اللهم إني أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب أو أن أقول عليك خلاف ما أنزلت من أخذ العهود لوصيّه عليّ بن أبي طالب المسلوب حقه المقتول من غير ذنب كما قتل ولده بالأمس في بيت من بيوت الله تعالى فيه معشر مسلّمة بألسنتهم تعساً لرؤوسهم ما دفعت عنه ضيماً في حياته ولا عند مماته حتى قبضته إليك محمود النَّقيبة طيبّ العريكة معروف المناقب مشهور المذاهب لم تأخذهُ فيك اللهم لومة لائم ولا عذل عاذل هديته اللهم للإسلام صغيراً وحمدت مناقبه كبيراً ولم يزل ناصحاً لك ولرسولك صلواتك عليه وآله حتى قبضته إليك زاهداً في الدنيا غير حريص عليها راغباً في الآخرة مجاهداً لك في سبيلك رضيته فاخترته وهديته إلى صراط مستقيم.
أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل المكر والغدر والخيلاء، فإنَّا أهل بيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسناً وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا فنحن عيبة علمه ووعاء فهمه وحكمته وحجته على الأرض في بلاده ولعباده أكرمنا الله بكرامته وفضَّلنا بنبيّه محمّد (صلّى الله عليه وآله) على كثير ممن خلق تفضيلاً بينّا فكذبتمونا وكفرتّمونا ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نهباً كأنَّا أولاد تركٍ أو كابلٍ كما قتلتم جدَّنا بالأمس وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقدٍ متقدمٍ قرّت بذلك عيونكم وفرحت قلوبكم افتراءً منكم على الله ومكراً مكرتم واللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ فلا تدعونكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا ونالت أيديكم من أموالنا فإن ما أصابنا من المصائب الجليلة والرزايا العظيمة فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ولا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ واللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ. تباً لكم فانتظروا اللعنة والعذاب وكان قد حل بكم وتواترت من السماء نقمات فَيُسْحِتَكُمْ بما كسبتم ويُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ.
ويلكم أ تدرون أية يد طاعنتنا منكم وأية نفس نزعت إلى قتالنا أم بأية رجل مشيتم إلينا تبغون محاربتنا؟ والله، قست قلوبكم وغلظت أكبادكم وطبع على أفئدتكم وختم على سمعكم وبصركم وسوَّل لكم الشيطان وأملي لكم وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون.
تباً لكم يا أهل الكوفة أي ترات لرسول الله قبلكم وذحول [2] له لديكم بما عندتم بأخيه عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) جدّي ونبيه عترة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الطاهرين الأخيار وافتخر بذلك مفتخرٌ وقال:
نحن قتلنا عليَّاً وبني عليٍّ *** بسيوف هندية ورماح.
روى زيد بن موسى قال: حدثني أبي، عن جدّي (صلّى الله عليه وآله) قال: خطبت فاطمة الصغرى على أهل الكوفة بعد أن وردت من كربلاء فقالت:
الحمد لله عدد الرمل والحصى، وزنة العرش إلى الثَّرى، أحمده وأؤمن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله (صلّى الله عليه وآله) وأن أولاده ذبحوا بشط الفرات بغير ذُحل ولا ترات.
اللهم إني أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب أو أن أقول عليك خلاف ما أنزلت من أخذ العهود لوصيّه عليّ بن أبي طالب المسلوب حقه المقتول من غير ذنب كما قتل ولده بالأمس في بيت من بيوت الله تعالى فيه معشر مسلّمة بألسنتهم تعساً لرؤوسهم ما دفعت عنه ضيماً في حياته ولا عند مماته حتى قبضته إليك محمود النَّقيبة طيبّ العريكة معروف المناقب مشهور المذاهب لم تأخذهُ فيك اللهم لومة لائم ولا عذل عاذل هديته اللهم للإسلام صغيراً وحمدت مناقبه كبيراً ولم يزل ناصحاً لك ولرسولك صلواتك عليه وآله حتى قبضته إليك زاهداً في الدنيا غير حريص عليها راغباً في الآخرة مجاهداً لك في سبيلك رضيته فاخترته وهديته إلى صراط مستقيم.
أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل المكر والغدر والخيلاء، فإنَّا أهل بيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسناً وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا فنحن عيبة علمه ووعاء فهمه وحكمته وحجته على الأرض في بلاده ولعباده أكرمنا الله بكرامته وفضَّلنا بنبيّه محمّد (صلّى الله عليه وآله) على كثير ممن خلق تفضيلاً بينّا فكذبتمونا وكفرتّمونا ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نهباً كأنَّا أولاد تركٍ أو كابلٍ كما قتلتم جدَّنا بالأمس وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقدٍ متقدمٍ قرّت بذلك عيونكم وفرحت قلوبكم افتراءً منكم على الله ومكراً مكرتم واللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ فلا تدعونكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا ونالت أيديكم من أموالنا فإن ما أصابنا من المصائب الجليلة والرزايا العظيمة فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ولا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ واللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ. تباً لكم فانتظروا اللعنة والعذاب وكان قد حل بكم وتواترت من السماء نقمات فَيُسْحِتَكُمْ بما كسبتم ويُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ.
ويلكم أ تدرون أية يد طاعنتنا منكم وأية نفس نزعت إلى قتالنا أم بأية رجل مشيتم إلينا تبغون محاربتنا؟ والله، قست قلوبكم وغلظت أكبادكم وطبع على أفئدتكم وختم على سمعكم وبصركم وسوَّل لكم الشيطان وأملي لكم وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون.
تباً لكم يا أهل الكوفة أي ترات لرسول الله قبلكم وذحول [2] له لديكم بما عندتم بأخيه عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) جدّي ونبيه عترة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الطاهرين الأخيار وافتخر بذلك مفتخرٌ وقال:
نحن قتلنا عليَّاً وبني عليٍّ *** بسيوف هندية ورماح.
وسبينا نساءهم سبي ترك | ونطحناهم فأي نطاح. |
بفيك أيها القائل الكثكث الأثلب افتخرت بقتل قوم زكّاهم الله وطهرّهم وأذهب عنهم الرجس؟ فأكظم واقع كما أقعى أبوك وإنما لكل امرئ ما كسب وقدمت يداه أحسدتمونا ويلا لكم على ما فضَّلنا الله.
فما ذنبنا أن جاش دهرا بحورنا وبحرك ساج ما يواري الدعامصا
ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ واللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ومَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ. قال: فارتفعت الأصوات بالبكاء وقالوا: حسبك يا ابنة الطيبين، فقد أحرقت قلوبنا وأنضجت نحورنا وأضرمت أجوافنا فسكتت. مع الشامي [3] لمّا أجُلسنا بين يدي يزيد قام إليه رجل من أهل الشام فقال وهو يشير بيده إليّ: هب لي هذه الجارية، فأرعدت وظننت أنّ ذلك جائز لهم، فأخذت بثياب عمّتي زينب وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون. وفي رواية قلت: أوُتمت وأستخدم؟
فقالت عمّتي للشامي: كذبت والله، ولوُ مت، والله، ما ذلك لك ولا له فغضب يزيد وقال: كذبت، والله، إن ذلك لي ولو شئت أن أفعل لفعلت قالت: كلا والله، ما جعل الله لك ذلك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغيرها فاستطار يزيد غضباً وقال: إيَّايَ تستقبلين بهذا إنما خرج من الدين أبوك وأخوك قالت زينب: بدين الله ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وأبوك وجدَّك إن كنت مسلمّاً. قال: كذبت يا عدوَّة الله.
قالت له: أنت أمير تشتم ظالمّاً وتقهر لسلطانك.
فكأنه استحيا وسكت وعاد الشّامي.
فقال: هب لي هذه الجارية. فقال له يزيد: أعزب وهب الله لك حتفا قاضيا.
هؤلاء بنو أميّة[4]
رأيت في بعض الكتب أنَّ فاطمة الصغرى قالت:
كنت واقفة بباب الخيمة وأنا أنظر إلى أبي وأصحابي مجزّرين كالأضاحي على الرّمال والخيول على أجسادهم تجول وأنا أُفكِّر فيما يقع علينا بعد أبي من بني أمية أ يقتلوننا أو يأسروننا؟ فإذا برجل على ظهر جواده يسوق النّساء بكعب رمحه وهنَّ يلذن بعضهنّ ببعض وقد أخذ ما عليهنَّ من أخمرة وأسورة وهنَّ يصحن واجداه! واأبتاه! واعلياه! واقلة ناصراه! واحسناه! أما من مجير يجيرنا؟ أما من ذائد يذود عنَّا؟ قالت: فطار فؤادي وارتعدت فرائصي فجعلت أجيل بطرفي يميناً وشمالاً على عمتي أم كلثوم خشية منه أن يأتيني. فبينا أنا على هذه الحالة وإذا به قد قصدني ففررت منهزمة وأنا أظن أني أسلّم منه وإذا به قد تبعني فذهلت خشية منه وإذا بكعب الرمح بين كتفي فسقطت على وجهي فخرم أذني وأخذ قرطي ومقنعتي وترك الدماء تسيل على خدي ورأسي تصهره الشمس وولى راجعاً إلى الخيم وأنا مغشيٌّ عليَّ وإذا أنا بعمتي عندي تبكي وهي تقول قومي نمضي ما أعلم ما جرى على البنات وأخيك العليل فقمت وقلت: يا عمّتاه، هل من خرقة أستر بها رأسي عن أعين النَّظار فقالت: يا بنتاه، وعمّتك مثلك فرأيت رأسها مكشوفة ومتنها قد اسودّ من الضرب فما رجعنا إلى الخيمة إلا وهي قد نهبت وما فيها وأخي عليّ بن الحسين مكبوب على وجهه لا يطيق الجلوس من كثرة الجوع والعطش والأسقام فجعلنا نبكي عليه ويبكي علينا.
رأيت في بعض الكتب أنَّ فاطمة الصغرى قالت:
كنت واقفة بباب الخيمة وأنا أنظر إلى أبي وأصحابي مجزّرين كالأضاحي على الرّمال والخيول على أجسادهم تجول وأنا أُفكِّر فيما يقع علينا بعد أبي من بني أمية أ يقتلوننا أو يأسروننا؟ فإذا برجل على ظهر جواده يسوق النّساء بكعب رمحه وهنَّ يلذن بعضهنّ ببعض وقد أخذ ما عليهنَّ من أخمرة وأسورة وهنَّ يصحن واجداه! واأبتاه! واعلياه! واقلة ناصراه! واحسناه! أما من مجير يجيرنا؟ أما من ذائد يذود عنَّا؟ قالت: فطار فؤادي وارتعدت فرائصي فجعلت أجيل بطرفي يميناً وشمالاً على عمتي أم كلثوم خشية منه أن يأتيني. فبينا أنا على هذه الحالة وإذا به قد قصدني ففررت منهزمة وأنا أظن أني أسلّم منه وإذا به قد تبعني فذهلت خشية منه وإذا بكعب الرمح بين كتفي فسقطت على وجهي فخرم أذني وأخذ قرطي ومقنعتي وترك الدماء تسيل على خدي ورأسي تصهره الشمس وولى راجعاً إلى الخيم وأنا مغشيٌّ عليَّ وإذا أنا بعمتي عندي تبكي وهي تقول قومي نمضي ما أعلم ما جرى على البنات وأخيك العليل فقمت وقلت: يا عمّتاه، هل من خرقة أستر بها رأسي عن أعين النَّظار فقالت: يا بنتاه، وعمّتك مثلك فرأيت رأسها مكشوفة ومتنها قد اسودّ من الضرب فما رجعنا إلى الخيمة إلا وهي قد نهبت وما فيها وأخي عليّ بن الحسين مكبوب على وجهه لا يطيق الجلوس من كثرة الجوع والعطش والأسقام فجعلنا نبكي عليه ويبكي علينا.
ما يبكيك يا عدوّ الله؟[5]
دخلت الغانمة علينا الفسطاط وأنا جارية صغيرة وفي رجلي خلخالان من ذهب فجعل رجل يفضُّ الخلخالين من رجلي وهو يبكي فقلت: ما يبكيك يا عدوّ الله؟ فقال: كيف لا أبكي وأنا أسلب ابنة رسول الله؟! فقلت: لا تسلبني. قال: أخاف أن يجيء غيري فيأخذه. قالت: وانتهبوا ما في الأبنية حتى كانوا ينزعون الملاحف عن ظهورنا.
دخلت الغانمة علينا الفسطاط وأنا جارية صغيرة وفي رجلي خلخالان من ذهب فجعل رجل يفضُّ الخلخالين من رجلي وهو يبكي فقلت: ما يبكيك يا عدوّ الله؟ فقال: كيف لا أبكي وأنا أسلب ابنة رسول الله؟! فقلت: لا تسلبني. قال: أخاف أن يجيء غيري فيأخذه. قالت: وانتهبوا ما في الأبنية حتى كانوا ينزعون الملاحف عن ظهورنا.
[1] ـ اللهوف 65-67:.....
[2] ـ الذَّحل: الثأر.
[3] ـ بحار الأنوار: 45/136: عن فاطمة بنت الحسين (عليه السّلام) قالت:...
[4] ـ بحار الأنوار: 45/60:...
[5] ـ بحار الأنوار: 45/82، عن أمالي الصدوق: ابن المتوكّل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود بن المنذر، عن عبد الله بن الحسن، عن أمّه فاطمة بنت الحسين (عليه السّلام) قال:..
[2] ـ الذَّحل: الثأر.
[3] ـ بحار الأنوار: 45/136: عن فاطمة بنت الحسين (عليه السّلام) قالت:...
[4] ـ بحار الأنوار: 45/60:...
[5] ـ بحار الأنوار: 45/82، عن أمالي الصدوق: ابن المتوكّل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود بن المنذر، عن عبد الله بن الحسن، عن أمّه فاطمة بنت الحسين (عليه السّلام) قال:..
التعلیقات