المرأة عند الامم قبل الاسلام (١)
الشیخ جعفر النقدی
منذ 9 سنواتكل من امعن النظر في الكتب التاريخية والصحف الاجتماعية عرف ان المرأة قبل
اشراق نور السلام على وجة المعمورة لم يكن لها شأن يعتني به لدى الأمم اجمع المتمدنة منها والوحشية فكانت سلمة تباع وتشرى وتملك وتستعبد في ذل واحتقار وامتهان واهانة زواج من غير حب ، وطلاق لا ذنب . وكان تعدد الزواجات لا حد له ولا انظباط . اما الامم غير الخاضعة للشرائع فقد اعرضنا عن ذكر حال المرأة عندهم لانهم لم يكونوا مقيدين بقانون خاص يردعهم عما يأتونه من المنكرات ويمنعهم عما يعملونه من الهمجية مع المرأة او غيرها وانما نذكر حال المرأة عند الامم المتدينة ليظهر فضل الاسلام على غيره من الاديان الاخر وليعلم ان احترام المرأة في العالم اليوم انما هو من بركات التعاليم الاسلامية المقدسة ( فنقول ) اشهر هذه الامم قبل الاسلام هم المجوس الفرس والبراهمة والبوذيون واليهود والنصارى والعرب .
( اما الفرس ) فان المرأة كانت عندهم حقيرة جداً وكان فساد الاخلاق شايعاً بينهم شيوعاً هائلا فكان منهم يتنعم بعدد عديد من النساء والسراري حتى ان احد ملوكهم ( پرويز ) كانت له اثنى عشر الف امرأة والرعية تبعت الملوك فكان الوجيه منهم يقترن بمائة من اللنساء او اكثر وربما كان المقدار الكافي منهن من محارمه كالامهات والاخوات والعمات والخالات يمسك من شاء منهن ويطلق من شاء ، وكان له ان يحكم عليهن او على بعضهن بالموت اذا غضب ، وكان يحجب البعض منهن ويسفر البعض يباهي بها الناظرين وبلغ من اضطهادهم لبعض نسائهم ان تقضى حياتها مسجونة ضمن جدران بيتها . واباحت نظاماتهم بيع المرأة وشرائها ومن تعاليم ( مزدك ) الذى ادعى انه يوحي اليه اشتراك الناس في النساء وحمل كيقباد على اباحه زوجته لاهل دينه لكن ولدها تداخل في الامر وصد اباه عن ذلك وكانت الامرأة الفارسية في ادوارها الطبيعية تبعد عن المنازل وتقيم في خيمة صغيرة في الضواحي يسمونها ( داخمي ) لا يخالطها احد من الناس وكان الخدم الذين يقدمون لها الطعام والشراب يلفون انوفهم وآذانهم وايديهم بلفائف من القماش الغليظ خوفا من النجاسة بمسها او بمس خيمتها حتى انهم كانوا يجتنبون الهواء الذي يمر عليها .
ادامه دارد
التعلیقات