الاسراع بالتصدق
عزّ الدين بحر العلوم
منذ 9 سنواتالاسراع بالتصدق قبل فوات الأوان
وتنحوا آيات ثلاثة من القرآن نحواً جديداً في الحث والتشويق
على الانفاق ذلك إنها أخذت تذكر الناس بأن يسارعوا إلى تقديم هذه المعونات إلى الفقراء ما دامت الفرصة حاصلة لهم وبإمكانهم أن يعملوا أعمالاً صالحة تكون لهم المخزون الاحتياطي ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون وتحذرهم من مغبة اليوم الذي يقف الموت حائلاً بينهم وبين كل حركة لهم.
يقول سبحانه :
( يا أيّهَا الّذينَ آمَنُوا أنِفقُوا ممّا رزقناكُم من قبلِ أن يأتيَ يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خُلّةٌ ولا شفاعةٌ والكافرونَ هم الظالمونَ ) (١).
وفي آية أخرى :
( قل لعباديَ الذينَ آمنوا يقيموا الصّلاةَ ويُنفقُوا ممّا رزقناهُم سرّاً وعلانيةً من قبلِ أن يأتيَ يومُ لا بيعٌ فيهِ ولا خلالٌ ) (٢).
ذلك اليوم الذي تقف فيه الحركة التجارية فلا بيع ولا شراء ، ولا صديق يقف إلى جانب صديقه ، ولا شفيع يشفع لصاحبه.
ذلك اليوم الذي تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، وقد بلغت القلوب الحناجر.
ذلك اليوم الذي ينادي من فاته الركب : ( رب ارجعوني لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ) ؟
فيأتيه الجواب :
( كلا إنها كلمة هو قائلها ).
أن القرآن يهيب بالإنسان أن يعمل صالحاً بإقامة الصلاة ، وهو الواجب الروحي وبالإنفاق وهو الواجب المعنوي قبل أن يأتي ذلك اليوم فتغلق بوجهه الأبواب ويواجه المصير من غير تدارك لما فات.
**************************
(١) سورة البقرة / آية : ٢٥٤.
(٢) سورة ابراهيم / آية : ٣١.
التعلیقات