وصية فاطمة(عليها السلام)
مجلة الزهراء عليها السلام
منذ 8 سنواتمرضت فاطمة(عليها السلام) مرضاً شديداً ، ومكثت اربعين ليلة في مرضها، فلما نعيت اليها نفسها قالت لعلي(عليه السلام): يابن عم، انه قد نعيت الي نفسي، وانني لا أرى ما بي إلاّ انني لاحقه بأبي ساعة بعد ساعة، وانا أوصيك بأشياء في قلبي.
قال لها علي(عليه السلام): أوصي بما أحببت يا بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت ، ثم قالت: يابن عم، ما عهدتني كاذبة، ولا خائنة، ولا خالفتك منذ عاشرتني.
فقال(عليه السلام): معاذ الله، أنت أعلم بالله وأبر واتقى وأكرم وأشد خوفاً من الله، من أن أوبخك بمخالفة ، وقد عز علي مفارقتك وفقدك إلا انه أمر لابد منه، والله جددت علي مصيبة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وقد عظمت وفاتك وفقدك، فإنا لله وانا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها وأحزنها، هذه والله مصيبة لا عزاء لها، ورزية لا خلف لها، ثم بكيا جميعاً ساعة. لخصّت فاطمة(عليها السلام) في هذا الحوار حياتها الزوجية في هذه العبارات، فذكرت الامير(عليه السلام) باخلاصها وطهارتها واطاعتها لزوجها .
وشكر لها الإمام وفاءها، وأثنى على طهارتها وقدسيتها ومعاناتها وتقواها، وأبدى لها حبه ووده وتعلقه بها. وهاجت بهما الذكريات وحاشت الخواطر وتذكرا حياتهما السعيدة التي غمرتها الغبطة والدفء ، والوقوف جنباً إلى جنب في مواجهة الاحداث والمشاكل وتذليل الصعاب، فانهمرت لذلك عيناهما بالدموع، لعلها تطفيء نار القلب التي تقضي على الجسد .
وبعد ان بكيا ساعة أخذ علي(عليه السلام) رأسها وضمها إلى صدره ثم قال: أوصيني بما شئت، فانك تجديني فيها أمضي كما امرتيني به، واختار أمرك على أمري.
ثم قالت : جزاك الله عني خير الجزاء، وأوصته بوصاياها ، وهي:
1 ـ يابن عم ، أوصيك ان تتزوج بعدي بابنة أختي امامة ، فانها تكون لولدي مثلي، فإنّ الرجال لابد لهم من النساء.
2 ـ أن انت تزوجت إمرأة فاجعل لها يوماً وليلة واجعل لاولادي يوماً وليلة، يا أبا الحسن لاتصح في وجوههم فيصبحا يتيمين غريبين.
3 ـ أوصيك يابن عم، ان تتخذلي نعشا، فقد رأيت الملائكة صوروا صورته، فقال لها: صفيه لي... فوصفته، فاتخذه لها.
4 ـ أوصت لأزواج النبي لكل واحدة منهن اثنتى عشرة أوقية.
5 ـ ولنساء بني هاشم مثل ذلك.
6 ـ وأوصت لأمامة بنت أبي العاص بشيء.
وكانت لها وصية مكتوبة جاء فيها: "هذا ما أوصت فاطمة بنت رسول الله بحوائطها السبع؛ ذي الحسنى والساقية، والدلال، والغراف، والرقمة ، والهيثم، ومال أم ابراهيم، إلى علي بن أبي طالب، ومن بعده فإلى الحسن، فإلى الحسين، ومن بعد الحسين فإلى الاكبر فالاكبر من ولده ، شهد الله على ذلك وكفى به شهيداً ، وشهد المقداد ابن الاسود، والزبير بن العوام، وكتب علي بن أبي طالب.
التعلیقات