بين الارادة والتوكل
موقع الوارث
منذ 7 سنواتإن إرادة الإنسان غالباً ما يعتريها الخلل لأسباب عديدة،
منها: وساوس الشيطان أو ضعف النفس وظلمها، أو بسبب تراكمات الماضي وإحباطاته، أو بداعي اليأس، أو أسباب أخرى كثيرة..
ويمكن تشبيه دور الإرادة لدى الإنسان كما المحرك في السيارة ودافعها إلى الأمام. فإذا ضعفت الإرادة ضعف كل شيء وكل قوة في الإنسان، كالحركة والعلم والفكر. والعكس صحيح أيضا إذ تشتد قوة كل شيء في الإنسان إذا قويت واشتدت إرادته، وقد روي عن الإمام جعفر الصادق سلام الله عليه أنه قال: (ما ضعف بدن عما قويت عليه النية)؛ أي حينما تكون النية قوية، كانت الحركة شديدة ونشيطة.
وهذا بالذات ما يدعى في علم الاجتماع بالروح، أو روح الفرد وروح الشعب وروح الأمة.
إذن؛ فالإرادة تمتاز بحيز كبير للغاية من حقيقة ووجود الإنسان، سواء كانت هذه الإرادة قوية أم ضعيفة.
وقد جاء في المأثور عن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام من الدعاء الكثير من النصوص بهذا الشأن، منها ما ورد في دعاء مكارم الأخلاق عن الإمام زين العابدين عليه السلام: (اللهم وفر بلطفك نيتي). والتوفير هو التكريس والحشد، لأن هذا الحشد المرجو هو أساس الحركة.
أما عامل تقوية الإرادة وترسيخ العزم فيكمن في التوكل على الله، وقد قال الله تعالى: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} فحينما يتوكل الإنسان على ربه يشعر وكأن الثريا في متناوله والأرض في قبضته، لأن الله هو الوحيد القادر المهيمن.
وهكذا كان الأنبياء عليهم السلام لدى مواجهتهم لجموع الكفر يزدادون توكلا على ربهم، لأنه هو الذي هداهم إلى سبله، وهو نفسه الذي يعينهم على بلوغ النجاح. وهذا التوكل بذاته من طبيعته أن يقلل من حجم الشعور بالأذى، حيث يزيد من صبر المؤمنين على ما يلاقونه من عقبات وابتلاءات ومصائب وأذى..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحاديث رمضانية : للسيد محمد تقي المدرسي .
التعلیقات