رواية لا تنتهي فصولها!
حورية خليفة المناوس
منذ 7 سنوات
كان حدثًا داميًا ضمّه يوم .. فسالت دماء الحدث لتصنع منه ملحمة ، و لتروي بذرة ذلك اليوم فينمو أزمانًا ، برواية لا تنتهي فصولها ! كلما مر الزمان تجذرت جذورها ، و تجددت فروعها بأبطال لا أمد لها ، ترتشف أدوارها من أبطال صانعي الحدث ! رواية أصلها ثابت و فرعها في سماء الصمود و الإباء ..
و لم يزل بطلا روايتنا الأساس يجسدا الدور فيصنعا الأثر في نفوس العاشقين حبًا و إكبارًا .. نفوس يستهويها أن تحاكي دور البطل بعطاء الدماء .. و دور البطلة بِخُطا الإباء ! فلم تزل دماء ملحمتك يا حسين الراوية و المُلهمة ، و لم تزل خُطا زينب من كربلاء العاشر إلى كربلاء العشرين مطبوعة على الطريق يهتدي بأثر رسمها السائرون الزائرون ، و لا يضل الطريق من بها اهتدى ..
أربعون عادت فيه رؤوس الآل للحفر ، أسدل الستار على نهاية فصل روايتنا الأول .. فكان الستار نهاية خلقت البداية ، حيث انتفت عنه ميزة الستر و الإخفاء ، بل أزاد المشهد في عيون الأحرار ألقـًا و وضوحـًا بدقائق تفاصيل الملحمة ! فكان اسم الحسين و زينب للعارفين عقيدة و طريق السلوك ، و للمفكرين الوعي و الثقافة ، و للمربّين أنموذج القدوة ، و للأدباء الوزن و القافية ، و للمنشدين الصوت و اللحن ، و للثائرين النهج و العُدّة ، و للسائرين على طريق العشق الزاد و العتاد ..
فها هم قاصدوك يا حسين على العهد ، مجدون في المسير كما في أعوام مضت .. لا تخرُم مشيتهم مشية المجاهدين الأبطال .. بِخُطـُا ثابتة مهيبة تحكي صمودًا و عشقـًا و ولاءً دون كلام .. مشاربهم شتَى كانت طرائقهم قِددًا و وحدهم طريقك المستقيم .. مهما نظرنا إليهم عبر شاشات التلفزة لا نمَلُّ و لا نسأم .. فنُرجِع البصر كرتين و أكثر ، ينقلب لنا البصر بمزيد شوق و القلب كسير ، و على عدم الإلتحاق بركبهم حسير .. لنكمل جميعا بين زائرين و مشتاقين للزيارة فصلاً آخر يُضاف لفصول الرواية التي لا تنتهي فصولها ..
و آخر الحروف لا ترتصَُ إلا تعازي شجية ، بذكرانا ذكرى الأربعين الأليمة ، مقدَّمة لكل موالية و موالي .. و نسأل المولى تعالى أن يبلغنا أحياء الذكرى عند مرقد مولانا الطاهر ، بعد خُطـًا تُسجَّل لنا في صحفنا نورًا يضيئ لنا ظلام آت ..
التعلیقات