زفاف الشهادة
حورية خليفة المناوس
منذ 6 سنواتلم يَغِب عنها أبدًا فرباط الأخوّة وثيق!..
..
حتى لو كان شهيدًا؟؟!!
بلى .. فلأجل الدين والأخوة لا بأس أن يستشهد مرة أخرى، وأخرى .. فتلك كَرّة رابحة!..
..نعم، فقد حضرها في شخص ابن له، طَبَع فيه حَسَن شمائله وسجاياه، وأما الفعل فَخطّه في وصية أرفقها بعوذة، شدها في كتف الابن المدلل يُكشَف سرّها يوم الهموم ..
..لكنه يافع، ويحلو له الزفاف! ..
..
و ما المانع ؟! .. فلُيزَفّ! .. وهل ذاك اليوم إلا يوم الزفاف ؟!!!
..
فليلتمس له العم الحنون من عمامة ذاك الأخ الغائب الحاضر لباسًا، وإن كان في زمان تأبى الخِرقُ أن تُفَصّل فيه إلا بهيْأةِ الأكفان!..
..وإن عزّ على الأمِ إشعال شموع الأماني .. فتُرضِيه أعمدة السهام والسنان!
..
و في يوم الدم لا حناء يُلتمس سوى قانيه لخضب الكفوف!..
.. ولا خوف على هِندام الفتى القَمريّ، فشسعه وإن انقطع يُصلِحه وإن كان مُحاطًا بالسيوف!..
..
و إن قطّعته عُسلان الفلوات .. ففي الطف ذاك اليوم سلسلة اللّحُوق متواصلة .. عهد مبرم .. فلن تشُذ عن رسول الله كل لحُمْة له، بل هي تُجمع له تباعًا في حظيرة القدس!..
التعلیقات