الكريسمس والعالم العربي
زهراء الكواظمة
منذ 3 سنواتتم في الأواني الأخيرة الإساءة للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله في مجلة شارلي إبدو، ولاقت مع الأسف دعم من السياسيين الفرنسيين، وأدى هذا الأمر إلى غضب المسلمين في العالم وحتى أتباع المذاهب الأخرى ومنهم المسيحيين.
ولا يسبب هذا الغضب والكراهية في حدوث مشكلة ما دام في باطن الإنسان والخفاء، ولا يظهر للخارج، ولكن السلوك والأفعال دائماً تنشأ من الارتباطات الداخلية مع القلب والذهن، وعاجلاً أم آجلاً سوف تؤثر هذه الأفكار على الأفعال وتظهر بشكل ما في الخارج.
فإثارة هذه الخلافات وإشعال نار الحقد بين الأديان هو تفعيل للساكن، وقد يؤدي إلى حدوث ردة فعل من المسلمين تجاه هذه الحركات المسيئة،كما لو كان عكس الأمر حاصل لكن هناك ردة فعل من العالم المسيحي لهذه الحادثة. فحدوث أي رد فعل قبال هذا العمل لا يتحمّل مسؤوليته سوى الحكومة الفرنسية ومحرري مجلة شارلي إبدو.
لكن الردود التي تشهدها العالم العربي تختلف تماما عن ردود سائر المسلمين؛ وذلك بسب التقارب الشديد بين المسيحيين والمسلمين في المجتمعات العربية، وتأثير الربيع العربي في هذه البلدان مما زاد الميل نحو الإسلام المتطرف في العالم العربي.
وقد يكون ما تنتظر هذه المناطق من ردود فعل أشد من غيرها في سائر البلدان، الأمر الذي قد يؤدي إلى نزاعات وصراعات.
وفي غضون ذلك ومع اقتراب الكريسمس (عيد رأس السنة المسيح)، هناك موجة في العالم العربي مفادها أن مسلمي هذه المناطق لا يريدون السماح بإقامة هذا الاحتفال في الأماكن العامة، ويبدو أنهم يحاولون مواجهة أجواء الفرح والسرور، ومنعهم من إقامة الاحتفالات في الأماكن العامة.
ففي مقال نشرته جريدة فيغارو بعنوان (عيد الميلاد الغامض للمسيحيين في العالم العربي) يفحص في هذا المقال الوضع الحالي للمسيحيين في البلدان التي يتواجد فيه الربيع العربي الأخير الذي يسري باتجاه الإسلام المتطرف، وهؤلاء المسلمون غاضبون من الإهانة التي وجهت لنبيهم صلى الله عليه وآله.
وبحسب تعبير فيغارو: إن الوضع جدا محرج في العالم العربي لهذا العام، من المغرب إلى ليبيا أو من مصر إلى سوريا، فإن المسيحيين في هذه البلدان، سواء من الكاثوليك أو البروتستانت أو الأرثوذكس، سيحتفلون بعيد الميلاد بخيبة أمل وقلق.
وفي خصوص هذا العام هناك تحذيرات متكررة من قبل مسؤولي الكنيسة في هذه البلدان، يؤكدون على إقامة الاحتفالات في البيوت أو في أماكن خاصة وهادئة؛ لتجنب النزاعات والعنف المحتمل.
وكتبت فيغاور: حتى في سوريا وهي إحدى الدول في العالم العربي حيث كانت الأقليات الدينية محمية ذات يوم، يضطر المسيحيون للاحتفال بعيد الميلاد لهذة السنة في منازلهم دون العلامات المرئية والمعتادة في إحياء هذه المراسيم.
وقد كان إقامة هذه الاحتفالات دارجة حتى في السنة الأخيرة في سورية، وكان هذا الحدث يعتبر فرصة للاحتفال العام والفرح في جميع أنحاء البلاد، وكانت آثار عيد الميلاد واضحة في كل مكان، لذا غير صحيح أن نعتبر هذه الأجواء التي نواجهها في هذا العام نتيجة للربيع العربي، بل كل ما يحدث في هذه السنة نتيجة إساءة المجلة الفرنسية إلى النبي الأكرم (ص) والذي كانت بدعم من الغرب، كما يجب أن نوجه اللوم لهم.
ما هو واجب المرأة المسلمة في هذة الأزمة
ويجدر بنا الإشارة إلى أن الأخلاق في الإسلام تسبق كل شيء والغاية والغرض لا تبرر الوسيلة، فنحن نعلم أن نية هؤلاء الناس هي الدفاع عن مقام النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، لكن هذا الأمر لا يبيح ولا يسمح لهم بإهانة وهتك حرمة النبي عيسى عليه السلام وإيذاء اتباعه المعتدلين الذين يفرحون بإخلاصهم له، فبهذة الطريقة لا يمكن الدفاع عن مقام نبينا صلى الله عليه وآله.
ومن ناحية أخرى أن الغرب قد خزي وخسر الأخلاق من خلال دفاعه عن خطوة تشارلي إبدو القبيحة. وإن التحلي بالصبر على هذا الموقف والحفاظ على الأخلاق وترسيخ مبادئ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في مقابل من كان يسيئ له هو أحسن موقف يمكن أن يتخذوه المسلمون.
فهناك للنساء في العالم العربي دوراً أساسياً في خفض هذا التصعيدات والاختلافات الحاصلة، فيجب أن يعرفن أن كل بيت يمكن أن يتحول لساحة حرب وصراع بين الأديان، ولكن بخلق أجواء من الحنان والمنطق تستطيع المرأة أن تحول كل هذه الاضطرابات إلى الهدوء وجعل مواقع تعبر عن الآراء مع احترام الطرف المقابل وعدم اهانت أي احد.
وقام عدد من النساء الناشطات في مجال المجتمع المدني بخطوات جديدة ومفيدة في العالم العربي جديرة بالثناء، تعتزم هؤلاء النساء المسلمات إعداد وطهي الطعام بطريقة التقليدية المسيحية وإعداد بعض الحلو والكعك في ليلة عيد الميلاد، ومن ثم يتم توزيعها على الفقراء والمحتاجين، ويهنئون المسيحيين بهذا العيد ويذكرهم بأن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله والنبي عيسى عليه السلام كلاهما نبيين بالحقيقة، وكلاهما كان هدفهما نشر الأخلاق وروح السلام في جميع المجتمع.
وهذه الحركة جميلة جداً تعزز روح التعاون والتعامل مع أبناء سائر الأديان السماوية، فنحن أيضاً ندعو النساء الصالحات في العالم العربي في الانضمام إلى هذه الحركة، ونحذر الجميع من الاستفزاز وعدم احترام الناس وحرياتهم ففي هذه الاستفزازات وإظهار عيوب الآخرين ما يريده العدو؛ لكي يسطر على مصالحنا، وينهب ثروتنا وتاريخنا وثقافتنا.
ولا يسبب هذا الغضب والكراهية في حدوث مشكلة ما دام في باطن الإنسان والخفاء، ولا يظهر للخارج، ولكن السلوك والأفعال دائماً تنشأ من الارتباطات الداخلية مع القلب والذهن، وعاجلاً أم آجلاً سوف تؤثر هذه الأفكار على الأفعال وتظهر بشكل ما في الخارج.
فإثارة هذه الخلافات وإشعال نار الحقد بين الأديان هو تفعيل للساكن، وقد يؤدي إلى حدوث ردة فعل من المسلمين تجاه هذه الحركات المسيئة،كما لو كان عكس الأمر حاصل لكن هناك ردة فعل من العالم المسيحي لهذه الحادثة. فحدوث أي رد فعل قبال هذا العمل لا يتحمّل مسؤوليته سوى الحكومة الفرنسية ومحرري مجلة شارلي إبدو.
لكن الردود التي تشهدها العالم العربي تختلف تماما عن ردود سائر المسلمين؛ وذلك بسب التقارب الشديد بين المسيحيين والمسلمين في المجتمعات العربية، وتأثير الربيع العربي في هذه البلدان مما زاد الميل نحو الإسلام المتطرف في العالم العربي.
وقد يكون ما تنتظر هذه المناطق من ردود فعل أشد من غيرها في سائر البلدان، الأمر الذي قد يؤدي إلى نزاعات وصراعات.
وفي غضون ذلك ومع اقتراب الكريسمس (عيد رأس السنة المسيح)، هناك موجة في العالم العربي مفادها أن مسلمي هذه المناطق لا يريدون السماح بإقامة هذا الاحتفال في الأماكن العامة، ويبدو أنهم يحاولون مواجهة أجواء الفرح والسرور، ومنعهم من إقامة الاحتفالات في الأماكن العامة.
ففي مقال نشرته جريدة فيغارو بعنوان (عيد الميلاد الغامض للمسيحيين في العالم العربي) يفحص في هذا المقال الوضع الحالي للمسيحيين في البلدان التي يتواجد فيه الربيع العربي الأخير الذي يسري باتجاه الإسلام المتطرف، وهؤلاء المسلمون غاضبون من الإهانة التي وجهت لنبيهم صلى الله عليه وآله.
وبحسب تعبير فيغارو: إن الوضع جدا محرج في العالم العربي لهذا العام، من المغرب إلى ليبيا أو من مصر إلى سوريا، فإن المسيحيين في هذه البلدان، سواء من الكاثوليك أو البروتستانت أو الأرثوذكس، سيحتفلون بعيد الميلاد بخيبة أمل وقلق.
وفي خصوص هذا العام هناك تحذيرات متكررة من قبل مسؤولي الكنيسة في هذه البلدان، يؤكدون على إقامة الاحتفالات في البيوت أو في أماكن خاصة وهادئة؛ لتجنب النزاعات والعنف المحتمل.
وكتبت فيغاور: حتى في سوريا وهي إحدى الدول في العالم العربي حيث كانت الأقليات الدينية محمية ذات يوم، يضطر المسيحيون للاحتفال بعيد الميلاد لهذة السنة في منازلهم دون العلامات المرئية والمعتادة في إحياء هذه المراسيم.
وقد كان إقامة هذه الاحتفالات دارجة حتى في السنة الأخيرة في سورية، وكان هذا الحدث يعتبر فرصة للاحتفال العام والفرح في جميع أنحاء البلاد، وكانت آثار عيد الميلاد واضحة في كل مكان، لذا غير صحيح أن نعتبر هذه الأجواء التي نواجهها في هذا العام نتيجة للربيع العربي، بل كل ما يحدث في هذه السنة نتيجة إساءة المجلة الفرنسية إلى النبي الأكرم (ص) والذي كانت بدعم من الغرب، كما يجب أن نوجه اللوم لهم.
ما هو واجب المرأة المسلمة في هذة الأزمة
ويجدر بنا الإشارة إلى أن الأخلاق في الإسلام تسبق كل شيء والغاية والغرض لا تبرر الوسيلة، فنحن نعلم أن نية هؤلاء الناس هي الدفاع عن مقام النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، لكن هذا الأمر لا يبيح ولا يسمح لهم بإهانة وهتك حرمة النبي عيسى عليه السلام وإيذاء اتباعه المعتدلين الذين يفرحون بإخلاصهم له، فبهذة الطريقة لا يمكن الدفاع عن مقام نبينا صلى الله عليه وآله.
ومن ناحية أخرى أن الغرب قد خزي وخسر الأخلاق من خلال دفاعه عن خطوة تشارلي إبدو القبيحة. وإن التحلي بالصبر على هذا الموقف والحفاظ على الأخلاق وترسيخ مبادئ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في مقابل من كان يسيئ له هو أحسن موقف يمكن أن يتخذوه المسلمون.
فهناك للنساء في العالم العربي دوراً أساسياً في خفض هذا التصعيدات والاختلافات الحاصلة، فيجب أن يعرفن أن كل بيت يمكن أن يتحول لساحة حرب وصراع بين الأديان، ولكن بخلق أجواء من الحنان والمنطق تستطيع المرأة أن تحول كل هذه الاضطرابات إلى الهدوء وجعل مواقع تعبر عن الآراء مع احترام الطرف المقابل وعدم اهانت أي احد.
وقام عدد من النساء الناشطات في مجال المجتمع المدني بخطوات جديدة ومفيدة في العالم العربي جديرة بالثناء، تعتزم هؤلاء النساء المسلمات إعداد وطهي الطعام بطريقة التقليدية المسيحية وإعداد بعض الحلو والكعك في ليلة عيد الميلاد، ومن ثم يتم توزيعها على الفقراء والمحتاجين، ويهنئون المسيحيين بهذا العيد ويذكرهم بأن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله والنبي عيسى عليه السلام كلاهما نبيين بالحقيقة، وكلاهما كان هدفهما نشر الأخلاق وروح السلام في جميع المجتمع.
وهذه الحركة جميلة جداً تعزز روح التعاون والتعامل مع أبناء سائر الأديان السماوية، فنحن أيضاً ندعو النساء الصالحات في العالم العربي في الانضمام إلى هذه الحركة، ونحذر الجميع من الاستفزاز وعدم احترام الناس وحرياتهم ففي هذه الاستفزازات وإظهار عيوب الآخرين ما يريده العدو؛ لكي يسطر على مصالحنا، وينهب ثروتنا وتاريخنا وثقافتنا.
التعلیقات