مصيبة الإمام الباقر عليه السلام
الشيخ علي الجشي
منذ 3 سنواتمِمَ العوالُم نُكِّسَتْ أعلامُها
واسودَّ من صَبغِ الأسى أيامُها
ما راعني إلا انقلابُ حقائقِ الأ
كوانِ إذ ملأ الفَضا إلمامها
قد اُعجِمَ النطق الفصيحُ لقوله
وبندبه قد أَفصحتْ أَعجامها
وإذ العوالُم عن لسانٍ واحدٍ
تدعوا أسىً اليومَ مات إمامها
اليومَ باقرُ علمِ آلِ محمدٍ
منه شفت غِلَّ القلوبِ طَغامها
ولطالما قاسى الأذى بحياته
لمـّا تحكَّم في الكرام لئامها
آلت أميةُ أنْ تُبيدَ عداوةً
آلَ النبيِّ سُمامُها وحسامها
الله أكبر كم من حرمةٍ في الشام
قد هتك الغويُّ هِشامها
أمسى بها في السجن طورا ليتها
ساخت وعُوجلَ بالبلا أقوامها
أهدت له في السرج سُمَّا قاتلا
غدار وهل يخفى عليه مَرامها
بأبي وبي أفديه إذ بلغ العدى
فيه الـمُنى وبه أضرَّ سُمامها
لكنما سبق القضا وله ارتضى
وهو العليم بما جرت أقلامها
فغدا على فُرُش السُقامِ يُجاذب
الأنفاسَ إذ أوهت قواه سُقامها(1)
قال المؤرخون: إن سبب وفاة الإمام الباقر عليهالسلام هو سم دسه إليه هشام بن عبد الملك، فقد قيل: وضعه له في طعام، وقيل: في شراب، وقيل: في سرج دابته، كما يروى عن الإمام الصادق عليهالسلام. فوقع من ذلك السم في فراشه متورم الجسد، ثم عاش بعد ذلك ثلاثة أيام، فلما كانت ليلة وفاته جعل يناجي ربه، وأمر بأكفان له، وكان فيه ثوب إحرام قال، اجعلوه في أكفاني. قال الإمام الصادق عليهالسلام: ناداني أبي بعد فراغه من مناجاته، وقال لي: بني! إن هذه الليلة التي أقبض فيها.
أيها المحبون! أيها الموالون! فلما أكمل إمامنا وصيته تهيأ للقاء ربه؛ فغمض عينيه، وأسبل يديه، ومدّ رجليه وعرق جبينه، وسكن أنينه، وفاضت روحه الطيبة، أي وا إماماه، وا سيداه، وا باقراه.
وفي نور الأبصار: أوصى الباقر عليهالسلام لولده جعفر: أوقف لي من مالي كذا وكذا للنوادب يندبنني عشر سنين بمنى أيام منى.(2)
أيها المحبون! أيها الموالون! فلما أكمل إمامنا وصيته تهيأ للقاء ربه؛ فغمض عينيه، وأسبل يديه، ومدّ رجليه وعرق جبينه، وسكن أنينه، وفاضت روحه الطيبة، أي وا إماماه، وا سيداه، وا باقراه.
وفي نور الأبصار: أوصى الباقر عليهالسلام لولده جعفر: أوقف لي من مالي كذا وكذا للنوادب يندبنني عشر سنين بمنى أيام منى.(2)
عليه صاحت الوادم فرد صيحه
الصادق غسله او حطه ابضريحه
بس جثة السبط ظلت طريحه
او بالخيل الصدر منه تهشم
أقول: والحسين عليهالسلام سمعته ابنته سكينه يوصي شيعته أن تندبه مدى الزمان.
شيعتي مهما شربتم عذبَ ماءٍ فاذكروني
او سمعتم بغريب أو شهيدٍ فاندبوني
فأنا السبطُ الذي من غير جُرمٍ قتلوني
وبجردِ الخيلِ بعد القتلِ عمدا سحقوني
ليتكم في يوم عاشورا جميعا تنظروني
كيف استسقي لطفلي فأبوا أن يرحموني
وسقوه سهمَ بغيٍ بدَلَ الماءِ المعين(3)
1ـ كتاب شعراء القطيف: ج 1، ص 286، القصيدة للشيخ علي الجشي.
2ـ نور الأبصار للحائري. المجالس السنية ج2 للسيد الأمين.
3ـ مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام: ج 4، ص 212.
التعلیقات