ولنا حرما بقم
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 3 سنواتقال الإمام الصادق عليه السلام: «إن لله حرماً وهو مكة، ولرسوله حرماً وهو المدينة، ولأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة، ولنا حرماً وهو قم، وستدفن فيه امرأة من ولدي تسمى فاطمة من زارها وجبت له الجنة». (1)
قال الإمام الصادق عليه السلام ذلك ولم تحمل والدة الإمام الكاظم عليه السلام به.
لقد بشّر الإمام الصادق عليه السلام بالخير والبركة لشيعته بقدوم فاطمة المعصومة عليها السلام قبل ولادة والدها، وهذا يدل على عظمتها وعظمة مقامها، حيث يخبر الإمام عنها.
وفي فضل مدينة قم لقد وردت أخبار كثيرة كلها تشير بأن هذه البقعة تصبح مباركة، وذلك ببركة فاطمة المعصومة عليها السلام، وما تمضي الليالي والأيام حتى تكون مقرّاً وملاذاً للشيعة وللحوزات العلمية، وأن أهل قم سوف ينصرون الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف، ويقومون معه في طلب إحقاق الحق وإقامة العدل والقسط بيده المباركه.
فهذه المدينة لها شأن عظيم؛ فلذا أصبحت حرماً لجميع أهل البيت عليهم السلام، وهنا نذكر قصة تشير إلى سبب تسمية مدينة قم بهذا الاسم.
قال الإمام الصادق عليه السلام:حدثني أبي، عن جدي، عن أبيه، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «لما اُسري بي إلى السماء حملني جبرئيل على كتفه الأيمن، فنظرت إلى بقعة بأرض الجبل حمراء أحسن لوناً من الزعفران، وأطيب ريحاً من المسك، فإذا فيها شيخ على رأسه بُرنس .
فقلت لجبرئيل : ما هذه البقعة الحمراء التي هي أحسن لوناً من الزعفران، وأطيب ريحاً من المسك؟
قال: بقعة شيعتك وشيعة وصيك علي .
فقلت: من الشيخ صاحب البُرنس؟
قال: إبليس .
قلت: فما يريد منهم ؟
قال: يريد أن يصدهم عن ولاية أمير المؤمنين، ويدعوهم إلى الفسق والفجور .
فقلت: يا جبرئيل! أهوِ بنا إليهم .
فأهوى بنا إليهم أسرع من البرق الخاطف والبصر اللآمح .
فقلت: قم يا ملعون! فشارك أعداءهم في أموالهم وأولادهم ونسائهم، فإن شيعة علي ليس لك عليهم سلطان؛ فسميت «قم». (2)
1ـ بحار الأنوار: ج 48، 317.
2ـ علل الشرائع: ج 2، ص 572.
التعلیقات