الخطبة الزينبية (١)
نساء خالدات
منذ 16 سنة
(الحمد لله رب العالمين) والصلاة على جدي سيد المرسلين (صدق الله سبحانه) كذلك يقول ثم كانت عاقبة الذين أساؤوا السوئ ان كذبوا بايات الله وكانوا بها يستهزؤن(2) .
أظننت يايزيد حين اخذت علينا اقطار الأرض وضيقت علينا افاق السماء فاصبحنا لك في أسار الذل نساق اليك سوقاً في قطار وانت علينا ذو اقتدار، ان بنا على الله هوناً وعليك منه كرامة وامتناناً، ان ذلك لعظم خطرك فشمخت (3) بأنفك ونظرت في عطفك (4) تضرب صدريك وتنفض مذرويك مرحاً (5) حين رايت الدنيا لك مستوثقة والامور لديك متسقة حينصفا لك ملكنا وخلص لك سلطاننا، فمهلاً مهلاً لاتطش جهلاً أنسيت (قول الله عز وجل) ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون انما نؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار (وقوله عز من قائل) ولايحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لأنفسهم أنما نملي لهم ليزدادوا اثماً ولهم عذاب مهين (6) .
أمن العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وامائك وسوقك بنات رسول الله "صلى الله عليه وآله" سبايا قد هتكت ستورهن وابديت وجوههن تحدوبهن الاعداء من بلد الى بلد ويستشرفهن اهل المناهل والمناقل(7) ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والغائب والشاهد والشريف والوضيع والدني والريف ليس معهن من رجالهن ولي ولا من حماتهن حمي (8) عتواً منك على الله وجحوداً لرسول الله "صلى الله عليه وآله" ودفعاً لماء جاء من عند الله ولاغرو منك ولاعجب من فعلك وانى(9) يرتجى ممن لفظ فوه اكباد الازكياء ونبت لحمه بدماء الشهداء ونصب الحرب لسيد الانبياء وجمع الاحزاب وشهر الحراب وهز السيوف في وجه رسول الله "صلى الله عليه وآله" اشد العرب لله جحوداً وانكرهم لرسوله واظهرهم له عدواناً واعتاهم على الرب كفراً وطغياناً الا انها نتيجة خلال الكفر وضب تجرجر في الصدر لقتلى يوم بدر فلا يستبطأ في بغضتنا اهل البيت من كان نظره الينا شنفاً وشنائاً واحناً وضغناً (10) ثم تقول غير متاثم ولامستعظم :
لأهلوا وأستهلوا فرحاً | ولقالوا يا يزيد لاتشل |
منحياً على ثنايا ابي عبد الله "عليه السلام"وكان مقبل رسول الله "صلى الله عليه وآله" تنتكتها بمخصرتك قد التمع السرور بوجهك - لعمري لقد نكأت القرحة واستأصلت الشافة باراقتك دماء ذرية محمد "صلى الله عليه وآله" ونجوم الأرض من آل عبد المطلب وهتفك باشياخك وتقربك بدمهم الى الكفرة من اسلافك ثم صرخت بندائك، ولعمري لقد ناديتهم لو شهدوك ووشيكاً تشهدهم ولن يشهدوك ولتود يمينك كما زعمت شلت منك عن مرفقها وجدت (11) واحببت امك لم تحملك وابوك لم يلدك حتى تصير الى سخط الله ومخاصمك رسول الله (اللهم) خذ بحقنا وانتقم لنا ممن ظلمنا واحلل غضبك على من سفك دماءنا ونقض ذمامنا وقتل حماتنا وهتك عنا سد ولنا وفعلت فعلتك وما فريت الا جلدك وما حززت (12) إلا لحمك وسترد على رسول الله "صلى الله عليه وآله" بما تحملت من قتل ذريته وانتهكت من حرمته وسفكت من ماء عترته ولحمته حيث يجمع الله به شملهم ويلم به شعثهم وينتقم ممن ظلمهم وياخذ لهم بحقهم من اعدائهم فلا يستفزنك الفرح بقتلهم (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) فرحين بما اتاهم الله من فضله، وحسبك بالله ولياً (13) وحاكماً وبرسول الله خصماً وبجبريل ظهيراً وسيعلم من بؤاك (14) ومكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلاً وايكم شر مكاناً واضعف جندا واضل سبيلا ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك اني لاستصغر قدرك(15) واستعظم(16) تقريعك واستكبر توبيخك توهماً لانتجاع الخطاب فيك بعد ان تركت عيون المسلمين عبرى والصدور حرى فتلك قلوب قاسية ونفوس طاغية واجسام محشوة بغضب وسخط من الله ولعنة الرسول قد عشش فيها الشيطان ومفرخ هناك مثلك ما درج ونهض.
فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء الاتقياء واسباط الانبياء وسليل الاوصياء بايدي الطلقاء الخبيثة ونسل العهرة الفجرة تنطف اكفهم من دمائنا وتتحلب افواهم من لحومنا وللجثث الزاكية على الجنوب الضاحية تنتابها العواسل(17) وتعفرها(18) الفراعل فلئن اتخذتنا مغنماً لتجدبنا(19) وشيكاً مغرماً حين لاتجد إلا ما قدمت يداك (وما الله بظلام للعبيد) فالى الله المشتكى والمعول واليه الملجأ والمؤمل.
الى ان قالت "عليها السلام" وهو محل شاهدنا في تنبئتها بخلود اثارهم كما رويناه وتراه بعينك من القديم الى الان وسيبقى بطبيعة الحال ابد الاباد فاسمتمع ما تقول "عليها السلام":
ثم كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك (20) فو الذي شرفنا بالوحي والكتاب والانتجاب لاتمحو ذكرنا ولاتميت وحينا ولاتدرك امدنا ولاتبلغ غايتنا ولايرحض عنك عارها، وهل رايك إلا فند وايامك إلا عدد وجمعك إلا بدد (يوم ينادي المنادي أ لعنة الله على الظالمين)(21) والحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولأخرنا بالشهادة وبلوغ الارادة ونقلهم الى الرحمة والرافة والرضوان، ولم يشق بهم غيرك ولا ابتلى بهم سواك ونسأله ان يكمل لهم الاجر ويجزل لهم الثواب والذخر ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلاقة وجميل الانابة انه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل ونعم المولى ونعم النصير. (1) زينب الكبرى بنت علي بن ابي طالب "ع"وامها فاطمةالزهراء "ع" بنت محمد المصطفى "ص" من زوجته الكبرى خديجة ام المؤمنين (رض) .
(2) سورة الروم اية 10 جزء 21.
(3) شمخ الرجل أي تكبر (ص ق 98).
(4) جذلان مسروراً.
(5) أي من شدة الفرح (ق ص 93).
(6) سورة ال عمران اية 173 جزء 4.
(7) خ بد ، ويستشرفهن اهل المناقل ويبرزن لأهل المناهل.
(8) خ بد، حميم.
(9) خ بد، وكيف يرتجى راقبة ابن من لفظ.
(10) خ بد، وكيف يستبطاء في بغضنا اهل البيت من نظر الينا بالشنف والشنئان والاحن والاصغان.
(11) خ بد، وجذت.
(12) الحزز بمعنى القطع ، وفي خ بد، وما خززت (والخزز الطعن) (ق).
(13) خ بد، بالله حاكماً وبمحمد "ص" خصيماً.
(14) من سول لك.
(15) خ بد، وما استصغاري قدرك.
(16) ولأستعضامي تقريعك.
(17) خ بد، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل.
(18) خ بد، وفي نسخة ثلاثة، وتعفرها امهات الفراعل.
(19) خ بد، لتجدنا.
(20) خ بد، واجهد جهدك.
(21) خ بد، الالعن الظالم العادي
التعلیقات