الوديعة الكبرى
مدين الموسوي
منذ 16 سنةيـا آتِيـاً ومِـنَ الغَـريِّ بـوجـهِهِ قُـلْ للعقيـلةِ حـيـن تَدخُـلُ بيتَـها يا بِنتَ مَـن حَمَل اللِّواءَ ومَـن لَـهُ يا بضـعةَ الزهــراءِ يا مـن أُمُّـها يا أُختَ مَـن نَضَحَت عُـروقُ جَبينهِ حَتّـىتَحَـضَّـنَهُ التُّـرابُ كـأنّـهُ أنتِ الأميرةُ فـي الشّـآمِ وهذهِ الـ تَهوِي الجِبـاهُ علــى ترابِكِ مِثلـما فكـأنّ ذاك القَـيـدَ حيـنَ حَمَلتِـهِ وَكَـأَنَّ ذَاكَ الدَّمْــعَ حِيـنَ نَثَـرِتهِ فَفَـرَيتِ لَحـمَ الظَّالمـينَ ومُـزِّقَتْ وبَقـيتِ أنت كمـا الخُـلودُ وَديعـةً أنـا مِـن مَعينِكِ لا تَزالُ مَراشِـفي لو كـانَ مِـن جَمـرٍ مَعينُكِ لاشتَهى يـا صـرخةً مِـن كربـلاءَ تَرَدَّدَت أنـا جِئتُ فـي جَسَـدٍ إليـكِ يهُـزُّهُ عهـداً تَـوارثـهُ الجُـدودُ وقبلـهم جَسَـداً هَوَيتُ علـى يدَيك تَلُـمُّـني | طَيفٌ يلـوحُ وهـاتـفٌ بـدَمٍ هَتَـفْ مُتَلمِّسـاً صَرحَ الفضـيلةِ والشَّـرَفْ قـامَ الخُـلودُ بكـلِّ إجـلالٍ وَقَـفْ أُمُّ الأئـمّـةِ وهـي دُرٌّ لا صَـدَفْ عِـزّاً وجُـرحُ فُـؤادِهِ بـدَمٍ نَـزَفْ حُورُ الجِنـانِ لها المنـازلُ والغُرَفْ دُّنيا على أعتـابِ دارِكِ فـي شَغَفْ تَهوِي القُلوبُ فـلا غُلُوَّ ولا سَـرَفْ مفتـاحُ سِــرٍّ للخُـلودِ ومُـزدلَفْ غَيظُ الجَـحيمِ بـه تَقَـطَّرَ وانْـذَرَفْ أوصـالُهُم مِزَقـاً بـهـا وغَدَوا نُتَفْ كُبرى تَحاشـاها الصُّـدودُ أو الجَنَفْ نَشْوى، وَغيرَكِ لي لسـانٌ ما ارْتَشَفْ قلـبـي مَـواردَهُ وحَـوَّمَ واغْتَـرَفْ أصـداؤُهـا فـي كُلِّ مُعتَـرَكٍ وطَفْ عشقٌ تَجدّدَ في الدِّمـاءِ وفـي النُّطَفْ سَلَـفٌ تَنـاولـهُ ليَحفـظَهُ الخَـلَفْ ونَسِـيتُ قلبي فـوقَ أسـوارِ النَّجَفْ |
(عن مجلة النجمة المحمدية ص 51 ـ 52 / العدد الثالث)
التعلیقات