كيف نشرح الحقائق الصعبة للأطفال؟؟؟
العلاقات الأسرية
منذ 16 سنةدخلت والدة أحد التلاميذ الى الروضه تسأل عن ابنها وكان عمره 4 او 5 سنوات كانت المعلمة تناقش تدهور وضع التلميذ. فالسنة الماضية، كان الأول على صفه. وكانت تفتخر به المعلمة. ولكن هذه السنة، لا يستمع، ولا كأنه موجود في الصف، لا يتفاعل ولا يشارك.
فما كان من الأم الا أن قالت لها: ظروف خاصة بالعائلة.
حاولت المعلمة أن تسأل عن هذه الظروف. لأنها بالتأكيد ستساعد على معرفة مشكلة التلميذ وحلها. فما كان من الأم الا أن قالت لها: ظروف خاصة بالعائلة.
قالت الأم: توفيت أخته في الصيف.. قلبها كان ضعيفاً مما اضطرها الى إجراء عملية جراحية. بدأ يبكي لأتفه الأسباب.. وأهمل دراسته.. وعندما حاولت الأم معرفة سبب مايحدث له، علمت منه أنه كان يلوم نفسه على مرض أخته .. ويعتقد أنه المسبب له لأنه يتشاجر دائماً معها.
والأصعب من هذا.. عندما توفيت وسأل عنها، أجابوه بأنها توفيت. وعندما سأل أين هي موجودة الآن؟ قالوا له: سنقول لك عندما تكبر. وهنا بدأ يشعر بأن أخته موجودة حوله.. يخاف من الجلوس وحده في الغرفة، لا يجرؤ على فتح الأماكن المغلقة (كالخزانة) لأنه يتخيل وجود أخته هناك.
هل هكذا نشرح حقيقة الموت للطفل؟ ماذا لو قالت له الأم: كل الإخوة يتشاجرون ويضربون بعضهم بعضاً إلا أن ذلك لادخل له بمرض أختك فهي قد ولدت بقلب ضعيف ونحن مضطرون أن نجري لها هذه العملية لتشفى ان شاء الله.
وألم يكن الأفضل أن يقولوا له حقيقة دفنها؟ حتى لا يعيش هذا الهاجس الذي يراوده؟
ماذا لو مرض الطفل؟ واحتاج الى علاج ما؟ أو الى جراحة؟ كيف نتصرف؟ هل نخبره بما سيحدث له أثناء العملية وبعدها؟ لو أخبرناه بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وأنه لن يشعر بأي ألم.. وعندما يعايش التجربة سيفقد ثقته بأهله.. وسيعتبر بأنهم يكذبون عليه.
ماذا لو...اخبرناه باختصار عن الألم الذي سيشعر به؟ وأنه سيستمر فترة قصيرة وسيزول؟ أي نعده ليواجه التحدي الذي سيقابله.. ولايضر أن يحتج الطفل ويبكي معبراً عن خوفه، فإن ذلك أفضل من أن يذهب الى المستشفى مسروراً ضاحكاً، ليخرج منها باكياً مجروحاً ممن كان يثق بهما وهما والداه. وقد يسبب له ذلك عقدة نفسية تجعله يخاف الذهاب الى الطبيب مستقبلاً .
ماذا لو تطلق أهل الطفل؟
لا يخفَ على أحد أن هناك نسبة من الأطفال تشعر بأنها معنية في طلاق أهلها. وأن ذلك يؤثر سلباً عليهم.
عند الطلاق ماذا يحدث؟
يقول الأب للطفل: طلقت أمك لأنها ليست جيدة.
والأم: تطلقت من أباكم لأنه ليس جيداً.
والأقسى من ذلك أن بعض الأهل يستخدمون ويوظفون أطفالهم في قضية الطلاق ويطلبون منهم أخذ موقف منهم.
أليس من الأفضل أن:
يأتي الوالدين ليحاورا الأطفال: ويشرحا باختصار حقيقة ما يجري بينهما؟ مؤكدين لهم أن لاعلاقة لهم بهذه الخلافات، وأنهما لن يتوقفا عن حبهم ورعايتهم حتى لو انفصلا بالطلاق؟
- هل نخاف على أطفالنا من حقائق حياتية؟
- وهل من الأفضل أن نخفي الحقائق؟ أو شرح الحقيقة كما هي، ولكن بأسلوب تستوعبه عقولهم الصغيرة؟
التعلیقات