البيضاء الأنصاريّة
مجلة الزهراء سلام الله عليها
منذ 8 سنوات
البيضاء بنت النعمان بن بشير الأنصاري، ويقال لها عمرة ، وأسماء.
زوجة المختار بن أبي عبيدة الثقفي، الذي نال شرف الشهادة وبذل دمه في محبّة أهل البيت(عليهم السلام).
أديبة، متكلّمة، شاعرة، عُرفت بالأمانة وحفظ العهد والوفاء، عفيفة ديّنة متورّعة.
حينما هجم مصعب بن الزبير على المختار وتابعيه وقتلهم جميعاً إلاّ النساء من الجواري وغيرهنّ، فأحضرهنّ وطلب منهنّ البراءة من المختار وإن
لم يفعلن فمصيرهن الموت، فتبرأنّ جميعاً من المختار باستثناء زوجته البيضاء بنت النعمان فإنّها قالت:
إنّي لن أتبرأ من المختار وان قتلتموني، فإنّ الله قد كتب عليّ الشهادة، وما بعد الشهادة إلاّ الجنّة والحشر مع الرسول المصطفى(صلى الله عليه وآله) وعلي المرتضى(عليه السلام)، ولن أخرج عن ولاية علي بن أبي طالب(عليه السلام)، ولا أتبّع غيره أبداً.
ثم قالت: اللهم اشهد انّي من تابعي رسولك وأهل بيته(عليهم السلام). فقُتلت ونالت شرف الشهادة على أيديهم.
وقال الشاعر عمر بن أبي ربيعة في حقّها:
إنّ مِنْ أعْجَبِ العَجائِبِ عِندي قَتلَ بَيْضاء حُرَّةٍ عُطْبولِ
قتلوها ظُلماً على غَيرِ جُرمٍ إنّ لله دَرَّها مِن قَتيلِ
كُتِبَ القَتْلُ وَالقِتالُ علينا وعلى المُحصناتِ جَرُّ الذُّيولِ(1)
وقال الشاعر سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري في ذلك من قصيدة له:
أتاني بأنّ المُلحدينَ توافقوا على قَتلِها لا جُنّبوا القَتلَ والسّلب
فلا هنّأت آل الزبير معيشة وذاقوا لباسَ الذُلّ والخوف والحرب
كأنّهم إذا أبروزها وقُطّعت بأسيافهم فازوا بمملكةِ العرب
ألم تعجب الأقوام من قتلِ حُرةٍ من المحصنات الدين محمودة الأدب
من الغافلات المؤمنات بريئة من الذمّ والبهتان والشك والكذب
ومن شعرها قولها تُخاطب أخاها أبان بن النعمان :
أطالَ الله شأوك من غلام متى كانت مناكحنا جذام
أترضى بالأكارع والذنابى وقد كُنا يقرّبنا السنام(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ تاريخ الطبري 6: 112 ، رياحين الشريعة 4: 83 ، المرأة في ظلّ الإسلام 1: 351 نقلاً عن العقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي .
2 ـ مستدركات أعيان الشيعة 6: 199 نقلاً عن الأستاذ عبد الحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة .
التعلیقات