حينها لاينفع الندم
موقع فاطمة
منذ 8 سنواتبسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل
مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
نقرأ كل يوم عن مجموعة من القضايا الأخلاقية التي حدثت في هذا البلد أو ذاك، والبعض منا قد يضطر ليقرأ الخبر عدة مرات بل وأحيانا ينقله للآخرين حتى يصدق أن ما قرأه ممكن أن يحدث.
هذه القضايا متنوعة تختلف من بلد إلى آخر، ومن أمثلة هذه الجرائم المرعبة القتل بوحشية والسرقات والتعديات الجنسية واعتداء الزوج على زوجته وإهانته لها، والعنف ضد الأطفال وقضايا تعاطي المخدرات وتفكك الأسر التي تعتبر من المشاكل الاجتماعية الأساسية ، وغيرها من قبيل هذه القضايا .
وتكمن خطورة هذه القضايا في أنها تمزق الأمن الاجتماعي للأسرة وتهدد الحياة في هذه المجتمعات. نقرأ مثلا عن موضوع العنف ضد الاطفال الذي يبتدئ بالأهانة اللفظية ثم يتطور الى الضرب ثم بالسجن في البيت، ففي بريطانيا سجلت أكبر ظاهرة عنف ضد الأطفال تتمثل بالاعتداء الجنسي ، وتتصدر الولايات المتحدة القائمة في مجمل هذه الظاهرة . وقد يستغرب البعض مثل ذلك وقد يكون محقا، اذ كيف تتصدرالولايات المتحدة الامريكية قائمة العنف ضد الأطفال أو العنف ضد المرأة في الوقت الذي تتحدث فيه عن الحرية والتقدم التكنولوجي وغيرهما من المصطلحات التي تختبئ خلفها الكثير من الويلات.
فهناك إحصاءات تصدرها لجان هيئة الأمم المتحدة ترصد هذه الأحداث سنويا وقد يصاب من يقرأها بالدهشة والذهول كما توجد العديد من البرامج الاجتماعية والنفسية وغيرها مثل برامج الدكتور فيل وأوبرا وغيرهما، والتي تناقش قضاياهم التي غرقوا في حلها. كانت إحداهن تشتكي من زوجها الذي يأتي ثملاً إلى البيت ليملأ البيت رعبا ثم يتقيأ ليجبرها على أكل ذلك! ومن يرصد الأفلام الأجنبية يجدها تتحدث عن واقهم السيء ، وتصور حياتهم التعيسة من خيانة زوجية ومخدرات وسرقات بشتى الطرق وغيرها من الأمور التي غرقوا فيها ،فلم يشفع لهم هذا التطور العلمي والتكنولوجي، واليوم ترصد هذه الدول في ميزانيتها مبالغ طائلة لحل تلك المشاكل التي مزقت مجتماعتهم ولكن دون جدوى .
ومما يؤسف أن البعض منا لايرى في مثل هذه المجتمعات الا ماهو ظاهر منها، دون أن يكلف نفسه البحث عن الحقيقة ، ولهذا انتقلت الينا العلوم والتكنولوجيا الحديثة مع أمراضهم الاجتماعية وفسادهم الأخلاقي وقبلناها ونحن راضون عنها كامل الرضا حتى بدأنا نسمع بما يسمى بالصداقات التي يقولون عنها أنها بريئة بين الجنسين والتي ولدت لنا مؤخراً بدايات كثيرة تشتكي منها أروقة المحاكم ، فهناك أرقام تتحدث عن زيادة في معدلات جرائم الاعتداءات الجنسية وفرار البنت من بيت أهلها لتلحق بعشيقها ، ومن جملة هذه الأمراض وأعظمها " الخيانة الزوجية" التي باتت ظاهرة خطيرة ومنتشرة بشكل ملحوظ .ولست هنا في مقام الحديث عن تلك الظواهر السلبية بشكل من التفصيل ، ولكن هذه الاشارات أعتقد أنها تكفي وان كان لابد من الوقوف على كل ظاهرة ومناقشة أسبابها وكيفية علاجها، لأن أي ظاهرة من هذه الظواهر كفيلة بالقضاء على المجتمع برمته ما لم نواجهها، ولكن ما يعنينا هو لماذا استوردنا هذه الظواهر السلبية ونحن نعرف أنها كذلك ؟!
بل ان البعض مازال يعتقد ان تلك المجتمعات هي الأفضل في كل شيء وأسباب هذا الاعتقاد الخاطئ كثيرة ، منها الشعور بالنقص الذي هو سبب رئيسي في أن يتنازل عن مبادئه مضافاً إلى الجهل الذي هو واحداً من أمراض العصر المنتشرة عند فتياتنا وشبابنا. وقد يستغرب البعض من ذلك، نعم الجهل حين يجهل احدناهويته ولايعرف من هو ؟ والى من ينتمي ؟ بالطبع ستغريه فلاشات المدنية وسينجذب اليها ويقع دون أن يشعر، بل وسيظل يدافع عنها بقوة! والا فبماذا تفسر هذا التكالب والتدافع الشبابي على برامج مثل ستار أكاديمي وسوبر ستار وغيرهم ،وكأن هذه البرامج ستنقذهم من كل مشاكلهم التي يعيشونها ؟! أيضا ماهي مخرجات مثل هذه البرامج ؟هل هم علماء ذرة أو طب أو مخترعون أو فقهاء أجلاء ؟!
لقد غيبت الأسرة عن دورها بإرادتها أحيانا ، ومن دون ارادتها تارة أخرى ، وهذا واقع لا تختلف فيه أسرة متدينة عن غيرها.
وحين يتوقف دور رب الأسرة لسبب أو لآخر وتتفرغ الأم لذاتها ، يبدأ هذا الكيان العظيم بالسقوط .. كيان الأسرة، هذا الكيان الذي رعاه الإسلام ورسول الله وأهل بيته الأطهار والذي حدد لنا ديننا العزيز دور كل فرد فيه ، هذا الكيان المنظم الذي لعب دوراً مهما في بناء المجتمع الإسلامي والذي جهلنا دوره وأسقطناه من حساباتنا لنعيش ذاتنا، واصبح كل فرد فيه يغرد لوحده. وحين وصلنا الى هذه المرحلة لابد أن يهوي المجتمع لتكون العاقبة الطبيعية لذلك تهاوي المجتمع وتفككه وانحداره وسقوطه ، ولتبدأ مرحلة استبدال الهوية التي أعزتنا ورفعت من شأننا ، ولتسود القيم الغربية وتسيطر على المساحات الخالية وتستوطن فيها، عندئذ – لا سمح الله – سوف لايبقى لنا سوى الندم والبكاء والنوح واللطم على الخدود على ما فرطنا فيه من ديننا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا .. وحينها لا ينفع الندم .
التعلیقات