السيدة مريم بنت عمران في التراث الشيعي
زهراء الكواظمة
منذ سنةنتحدث اليوم عن شخصية عظمية مدحها الله تعالى في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وآله وجاء تعظيمها وتكريمها في التراث الشيعي ألا وهي السيدة مريم بنت عمران عليها السلام حيث أفرد الله سبحانه وتعالى سورة باسمها في القرآن الكريم وجعل سورة بأسم أسرتها، آل عمران، وذكر قصة حياة هذه السيدة العظيمة.
السيدة مريم قدوة على مرّ التاريخ
عند ما نتكلم عن السيدة مريم عليها السلام ضمن الكلام عن الأنبياء والأولياء الصالحين عليهم السلام تارة يكون من أجل ولدها النبي عيسى عليه السلام وتارة أخرى من أجل شخصيتها وعظمة مكانتها عند الله سبحانه وتعالى، وكل ذلك ليتّضح أنّ القدوة لا يجب أن يكون رجلاً، بل تستطيع المرأة أن تكون قدوة وتحمل جميع الصفات الحسنة فهناك نساء عظيمات جاء في سيرتهنّ تفاصيل دقيقة تدلّ على عظمتهنّ ، ويستحقن أن يقتدى بهنّ.
قصة ولادة السيدة مريم بنت عمران عليها السلام
جاء في التواريخ والأخبار الإسلامية وأقوال المفسرين أن " حنة " و " أشياع " كانتا أختين، تزوجت الأولى " عمران " أحد زعماء بني إسرائيل، وتزوجت الأخرى " زكريا " النبي.
مضت سنوات على زواج " حنة " بغير أن ترزق مولودا. وفي أحد الأيام بينما هي جالسة تحت شجرة، رأت طائرا يطعم فراخه. فأشعل هذا المشهد نار حب الأمومة في قلبها، فتوجهت إلى الله بمجامع قلبها طالبة منه أن يرزقها مولودا، فاستجاب الله دعاءها الخالص، ولم تمض مدة طويلة حتى حملت (1).
عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : « أوحى الله إلى عمران إني واهب لك ذكرا مباركا ، يبرئ الاكمه والابرص ، ويحيي الموتى بإذن الله ورسولا إلى بني إسرائيل ، فأخبر بذلك امرأته حنة فحملت فوضعت مريم ، فقالت : ﴿ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ ﴾ والانثى لاتكون رسولا ، وقال لها عمران : إنه ذكر يكون نبيا ، فلما رأت ذلك قالت ماقالت ، فقال الله وقوله الحق : ﴿ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ ﴾ فقال أبو جعفر عليه السلام : فكان ذلك عيسى بن مريم عليه السلام ، فإن قلنا لكم : إن الامر يكون في أحدنا فكان في ابنه وابن ابنه أو ابن ابن ابنه فقد كان فيه فلا تنكروا ذلك » (2).
في هذا الخبر دروس وعبر عقائدية كثيرة نستطيع أن نسلتهمها عندما أوحى الله إلى عمران بأن سوف أهب لك ذكرا مباركاً هذا هو وعد من الله تعالى ولا يخلف الله وعده أبدا، فيجب على العبد أن يكون قلبه مملوء بالايمان بأن ما وعده الله سوف يتحقق، وهنا يشير الإمام الباقر عليه السلام إلى نفس الوعد والاخبار بالغيب وكيفية التعامل مع اخبار المعصوم عليه السلام وكلنا ننتظر المؤمول الموعد بأنه سوف يظهر ويملىء الأرض عدلاً وقسطاً لانه وعد من الله سبحانه وتعالى.
وجاء في الخبر عن أبي جعفر عليه السلام قال : « إن امرأة عمران لما نذرت مافي بطنها محررا قال : والمحرر للمسجد إذا وضعته دخل المسجد فلم يخرج من المسجد أبدا ، فلما ولدت مريم قالت : ﴿ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ فساهم عليها النبيون فأصاب القرعة زكريا وهو زوج أختها ، وكفلها وأدخلها المسجد ، فلما بلغت ما تبلغ النساء من الطمث وكانت أجمل النساء وكانت تصلي فتضئ المحراب لنورها ، فدخل عليها زكريا فإذا عندها فاكهة الشتاء في الصيف ، وفاكهة الصيف في الشتاء ، فقال : ﴿ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ﴾ فهنالك دعا زكريا ربه قال : إني خفت الموالي من ورائي ، إلى ماذكر الله من قصة زكريا ويحيى » (3).
اصطفاء مريم بنت عمران على نساء أهل زمانها
وجاء في الخبر عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال في حق مريم بنت عمران عليها السلام : « فلما بلغت مريم صارت في المحراب وأرخت على نفسها سترا وكان لايراها أحد ، وكان يدخل عليها زكريا المحراب فيجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف ، فكان يقول لها : ﴿ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ﴾ فتقول : ﴿ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾.
﴿ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾ قال : اصطفاها مرتين : أما الاولى فاصطفاها أي اختارها ، وأما الثانية فإنها حملت من غير فحل فاصطفاها بذلك على نساء العالمين » (4).
وجاء في الخبر أيضاً عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « إنما سميت فاطمة محدثة لان الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران فتقول : يا فاطمة إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ، يافاطمة اقنتي لربك واسجدي و اركعي مع الراكعين ، فتحدثهم ويحدثونها ، فقالت لهم ذات ليلة : أ ليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران؟ فقالوا : إن مريم كانت سيدة نساء عالمها ، وإن الله عز وجل جعلك سيدة نساء عالمك وعالمها وسيدة نساء الاولين والآخرين » (5).
السيدة مريم قدوة على مرّ التاريخ
عند ما نتكلم عن السيدة مريم عليها السلام ضمن الكلام عن الأنبياء والأولياء الصالحين عليهم السلام تارة يكون من أجل ولدها النبي عيسى عليه السلام وتارة أخرى من أجل شخصيتها وعظمة مكانتها عند الله سبحانه وتعالى، وكل ذلك ليتّضح أنّ القدوة لا يجب أن يكون رجلاً، بل تستطيع المرأة أن تكون قدوة وتحمل جميع الصفات الحسنة فهناك نساء عظيمات جاء في سيرتهنّ تفاصيل دقيقة تدلّ على عظمتهنّ ، ويستحقن أن يقتدى بهنّ.
قصة ولادة السيدة مريم بنت عمران عليها السلام
جاء في التواريخ والأخبار الإسلامية وأقوال المفسرين أن " حنة " و " أشياع " كانتا أختين، تزوجت الأولى " عمران " أحد زعماء بني إسرائيل، وتزوجت الأخرى " زكريا " النبي.
مضت سنوات على زواج " حنة " بغير أن ترزق مولودا. وفي أحد الأيام بينما هي جالسة تحت شجرة، رأت طائرا يطعم فراخه. فأشعل هذا المشهد نار حب الأمومة في قلبها، فتوجهت إلى الله بمجامع قلبها طالبة منه أن يرزقها مولودا، فاستجاب الله دعاءها الخالص، ولم تمض مدة طويلة حتى حملت (1).
عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : « أوحى الله إلى عمران إني واهب لك ذكرا مباركا ، يبرئ الاكمه والابرص ، ويحيي الموتى بإذن الله ورسولا إلى بني إسرائيل ، فأخبر بذلك امرأته حنة فحملت فوضعت مريم ، فقالت : ﴿ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ ﴾ والانثى لاتكون رسولا ، وقال لها عمران : إنه ذكر يكون نبيا ، فلما رأت ذلك قالت ماقالت ، فقال الله وقوله الحق : ﴿ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ ﴾ فقال أبو جعفر عليه السلام : فكان ذلك عيسى بن مريم عليه السلام ، فإن قلنا لكم : إن الامر يكون في أحدنا فكان في ابنه وابن ابنه أو ابن ابن ابنه فقد كان فيه فلا تنكروا ذلك » (2).
في هذا الخبر دروس وعبر عقائدية كثيرة نستطيع أن نسلتهمها عندما أوحى الله إلى عمران بأن سوف أهب لك ذكرا مباركاً هذا هو وعد من الله تعالى ولا يخلف الله وعده أبدا، فيجب على العبد أن يكون قلبه مملوء بالايمان بأن ما وعده الله سوف يتحقق، وهنا يشير الإمام الباقر عليه السلام إلى نفس الوعد والاخبار بالغيب وكيفية التعامل مع اخبار المعصوم عليه السلام وكلنا ننتظر المؤمول الموعد بأنه سوف يظهر ويملىء الأرض عدلاً وقسطاً لانه وعد من الله سبحانه وتعالى.
وجاء في الخبر عن أبي جعفر عليه السلام قال : « إن امرأة عمران لما نذرت مافي بطنها محررا قال : والمحرر للمسجد إذا وضعته دخل المسجد فلم يخرج من المسجد أبدا ، فلما ولدت مريم قالت : ﴿ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ فساهم عليها النبيون فأصاب القرعة زكريا وهو زوج أختها ، وكفلها وأدخلها المسجد ، فلما بلغت ما تبلغ النساء من الطمث وكانت أجمل النساء وكانت تصلي فتضئ المحراب لنورها ، فدخل عليها زكريا فإذا عندها فاكهة الشتاء في الصيف ، وفاكهة الصيف في الشتاء ، فقال : ﴿ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ﴾ فهنالك دعا زكريا ربه قال : إني خفت الموالي من ورائي ، إلى ماذكر الله من قصة زكريا ويحيى » (3).
اصطفاء مريم بنت عمران على نساء أهل زمانها
وجاء في الخبر عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال في حق مريم بنت عمران عليها السلام : « فلما بلغت مريم صارت في المحراب وأرخت على نفسها سترا وكان لايراها أحد ، وكان يدخل عليها زكريا المحراب فيجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف ، فكان يقول لها : ﴿ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ﴾ فتقول : ﴿ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾.
﴿ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾ قال : اصطفاها مرتين : أما الاولى فاصطفاها أي اختارها ، وأما الثانية فإنها حملت من غير فحل فاصطفاها بذلك على نساء العالمين » (4).
وجاء في الخبر أيضاً عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « إنما سميت فاطمة محدثة لان الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران فتقول : يا فاطمة إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ، يافاطمة اقنتي لربك واسجدي و اركعي مع الراكعين ، فتحدثهم ويحدثونها ، فقالت لهم ذات ليلة : أ ليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران؟ فقالوا : إن مريم كانت سيدة نساء عالمها ، وإن الله عز وجل جعلك سيدة نساء عالمك وعالمها وسيدة نساء الاولين والآخرين » (5).
1ـ الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل / الشيخ ناصر مكارم الشيرازي / المجلّد : 2 / الصفحة : 478.
2ـ بحار الأنوار - / العلامة المجلسي / المجلّد : 14 / الصفحة : 205 / ط مؤسسة الوفاء.
3ـ بحار الأنوار - / العلامة المجلسي / المجلّد : 14 / الصفحة : 204 / ط مؤسسة الوفاء.
4ـ بحار الأنوار - / العلامة المجلسي / المجلّد : 14 / الصفحة : 200 / ط مؤسسة الوفاء.
5ـ بحار الأنوار - / العلامة المجلسي / المجلّد : 14 / الصفحة : 206 / ط مؤسسة الوفاء.
التعلیقات