فيديو : ماذا تفعل الفتاة التي لم تتزوج

 

يعتبر القلق من العزوبة هو أحد المخاوف والمشاكل التي تعتري بعض الفتيات ، وخاصّة اللواتي يتأخّرن في العمر ويكبرن .
لا يمكن للعزبة أن تكون مقلقة في حدِّ ذاتِها ، ولكن عندما تضع الفتاة هذا الأمر إلى جانب كلّ القيود والعقبات والمشاكل والنواقص وسائر ما يقلقها ،فحينها يتغيّر الوضع تمامًا. فالسؤال هنا هو : ماذا تفعل الفتاة التي لم تتزوج ؟

 

في المثل الفارسي (دجاجة الجار وزّة دائماً) وهو مثل يضرب لمن يرى الآخرين أحسن حالٍ منه ولم ير ما أعطاه الله تعالى وحباه من نعم، ويقارنه في المثل العربي (التفّاح على الجانب الآخر من الجدار أحلى)، قد يتأوّه المتزوّجون ويتمنّون أنّهم لم يكونوا قد تزوّجوا كغيرهم ممّن لم يتزوّج ويحسبون أنّهم إن لم يتزوّجوا لكانوا أحسن حال مما هم عليه، ولربّما يكون كلامهم صحيحاً . ولكن كذلك أيضاً هو حال العزّاب عندما يرون المتزوّجين، فإنّهم يتأوّهون ويقولون يا ليتنا كنّا متزوّجين لكان حالنا أحسن ممّا نحن عليه الآن، ولربّما أيضاً يكون كلامهم صحيحاً ولكن أيّ منطق من كلا المنطقين صحيح ومصيب ؟ الزواج أم العزوبة ؟

قائمة من الإحصائيّات
بناءً على الإحصائيّات الواردة فإنّ معدّل سنّ الزواج في حال تصاعد في جميع البلدان ولم تكن الشعوب العربية في حيّز عن هذا الأصل . وسنقدّم لكم قائمة من الإحصائيّات التي تشير إلى تأخّر سنّ الزواج في مختلف البلدان العربية .

 

 
كما نشير ، على سبيل المثال ، إلى إحصائيّات معدّل سنّ الزواج في الجزائر ، إحدى الدول العربية المهمّة والنامية .
في الجزائر ، كان متوسّط سنّ الزواج في عام 1966،  23.8 سنة للرجال و 18.3 سنة للنساء ، و في عام 1977، 25.3 سنة للرجال و 20.9 سنة للنساء . 
وفي عام 1987 بلغ معدّل سنّ الزواج 27.7 سنة للرجال و 23.7 سنة للنساء ، وفي عام 1988 ارتفعت النسبة إلى 31.3 سنة للرجال و 27.6 سنة للنساء .
وكان متوسّط سنّ الزواج في عام 2008 ، 33 سنة للرجال و 29.3 سنة للنساء ، ولا زال معدّل هذه الإحصائية في حالة تصاعد . فيمكن أن تكون عوامل الاستقلال والراحة النفسية والإنجاب هي أحدى تلك الدوافع إلّا أنّ الدافع الديني في المجتمعات الدينية هي أهمّ عوامل الزواج . بناءً على الإحصائيّات فإنّ الأشخاص الملتزمين بمبادئ الدين هم أكثر وأسرع من الآخرين إقداماً في أمر الزواج . فهناك العديد من الروايات المحفّزة على الزواج حيث كان النبي (صلى الله عليه وآله) يعتبر الزواج سنّته التي تعدل نصف الإيمان . قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من تزوّج فقد أحرز نصف دينه (1)
فعلى هذا فما هو مصير من لم يتمكّن بأي سبب من الأسباب أن يتزوّج ؟ فهل ترى هو ممن لم يعمل بسنّة النبي (صلى  الله عليه وآله) وممن لم يكمل دينه ؟ 

فالجواب على هذا السؤال في هذا المضمار هو بالرغم من أنّ الزواج يعدّ أحد الطرق الأساسية لنيل الكمال إلّا أنّه ليس الطريق الوحيد لبلوغه ومثال ذلك أنّ السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام بنت الإمام موسى بن جعفر عليه السلام بقيت عزباء إلى آخر عمرها الشريف ولم تتزوّج .
وذلك أنّ السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام استشهدت في السادسة والعشرين من عمره الشريف ولم تتزوّج . ترى هل يمكن أن يقال في شأنها أنّها لم تعمل بسنّة النبي (صلى الله عليه وآله) أو أنّ إيمانها كان ناقصاً ؟ فكما نعلم بناءً على روايات الشيعة فإنّ السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام من نساء الجنّة وشفيعة يوم الجزاء وكلُّ من زارها وجبت له الجنّة .
وإنّ سبب عدم زواجها هو عدم وجود كفو لها . إذن فالزواج بنفسه لم يكن الطريق الوحيد لنيل الكمال .
العفة كنز

وطبعاً في مثل هذه الحالة لا يجوز للشخص أن يتركب المعصية بذريعة عدم التمكّن من الزواج، لأنّ خطر الوقوع في المعصية والتلوّث بها أكثر بكثير مما يناله الأعزب من ضغط وعناء العزوبة وعلى كلّ حال يمكن أن يكون الزواج واجباً شرعاً في حين خشية الوقوع في المعصية . فمن أجل ذلك يجب على مثل هذا الشخص أن يوفّر لنفسه مؤهّلات الزواج كيف ما أمكنه من طرق الحلال المشروعة وأن يقدم على الزواج وإن لم يتوفّر له ذلك بأي شكل من الأشكال التي أحلّها الله له، فالقرآن يعضه قائلاً : ﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا﴾(2)
فالعفّة كنزٌ يلوح منه طريق الفلاح في الدنيا والآخرة . وقد أعطيت العفّة في مصادر الحديث أهمّيةً بالغة .
قال الإمام الباقر عليه السلام : «مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْ‌ءٍ أَفْضَلَ مِنْ عِفَّةِ بَطْنٍ وَ فَرْجٍ» (3)
فإنّ أفضل سبل الحفاظ على التعفّف في مرحلة العزوبة، هو أن يملأ الشخص وقته بالرياضة وبالنشاطات التي ير غب إليها . يقول علماء النفس أشغل نفسك وإلّا شغلتك بأهوائها . ومعنى ذلك أن يجتنب الأعزب ما أمكنه المظاهر والمواضع المثيرة وأن يملأها بنشاطات أخرى مثل الرياضة والعمل . 
فإن لم تتوفّر لك شروط الزواج حتّى الآن، فإنّ وصيّتنا إليك هي أنّه ليس من المفترض أن يتزوّج الجميع .
فحتّى بدون الزواج ، يمكن للمرء أن يحقّق النجاح من خلال التعرّف على مواهبه وقدراته ومتابعة اهتماماته وأحلامه بقوّة .