في كيفيات الرقة والجزع والبكاء علي سيد الشهداء
آية الله الشيخ جعفر التستري
منذ 14 سنةوهي اقسام:
الاول: بكاء القلب بالهم والغم، وهو اول المراتب، وثمرته انه يجعل النـَفـَس تسبيحا لله تعالى، كما قال عليه السلام: " نفس المهموم لظلمنا تسبيح "
الثاني: وجع القلب، وفي الحديث ان الموجع قلبه لنا ليفرح عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض.
الاول: بكاء القلب بالهم والغم، وهو اول المراتب، وثمرته انه يجعل النـَفـَس تسبيحا لله تعالى، كما قال عليه السلام: " نفس المهموم لظلمنا تسبيح "
الثاني: وجع القلب، وفي الحديث ان الموجع قلبه لنا ليفرح عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض.
الثالث: دوران الدمع في الحدقة بلا خروج، وهذه هي التي توجب الرحمة من الله تعالى، كما في الرواية عن الصادق (ع) " في الباكي انه يرحمه الله قبل ان تخرج الدمعة من عينه.
الرابع: خروجه من العين مع اتصاله به، ولو بقدر جناح بعوضة، وهذا هو الذي ورد فيه انه يوجب غفران الذنوب ولو كانت كزبد البحر.
الخامس: تقاطر الدمع من العين، وهذا هو الذي تظهر فيه خاصية بيّنها الصادق (ع) " فاذا خرجت الدمعة من عينه فلو ان قطرة منها سقطت في جهنم لاطفأت حرها."
السادس: سيلانه على الوجه والصدر واللحية، وهذا هو جانب من بكاء الصادق (ع) حين سماعه الرثاء، فقال بعده عليه السلام: لقد بكت الملائكة كما بكينا او اكثر، ولقد اوجب الله لك الجنة بأسرها.
السابع: الصراخ والنحيب والشهقة وازهاق النفس لذلك.
فالاول: قد دعى الصادق (ع) لمن عمل ذلك، وقال في دعائه: اللهـم ارحم تلك الصرخة التي كانت لنا.......، الى اخر دعائه المبارك
والثاني: شأن الزهراء عليها السلام كل يوم، فإنها تشهق كل يوم شهقة لولدها الحسين عليه السلام، حتى يسكتها ابوها صلوات الله عليه وآله.
بل انها عليها السلام لتشهق شهقة في ارض المحشر يوم القيامة حينما تنظرالى ولدها الحسين وهو مضرجا بدمائه الزاكية، فتشقه شهقة يبكي كل من في المحشر لاجلها.
والثالث: قال عنه ابو ذر لما اخبر الناس بمقتل الحسين عليه السلام ما معناه: انه لو علمتم بعظم تلك المصيبة لبكيتم حتى تزهق انفسكم
الثامن: العويل، ولا ادري كيف اذكر من امر به، فانه من العجائب، فأقول ان يزيد قاتل الحسين عليه السلام قد امر باقامة عزاء للحسين والعويل عليه، فقال لزوجته هند: اعولي عليه يا هند، وابكي فانه صريخة قريش، عجّل عليه ابن زياد لعنه الله فقتله قاتله الله.
وكان ذلك في وقت خاص، وتفصيله في الروايات الاتية ان شاء الله.
التاسع: الضرب على الرأس والوجه: وهذا صنعه عبدالله بن عمر لما بلغه خبر قتل الحسين عليه السلام، وكان ينادي لا يوم كيوم الحسين، الى ان سكته يزيد بما سكته.
العاشر: التشبه بالباكي، وهو التباكي الذي ورد فيه بالخصوص: ان من تباكى فله الجنة، يعني اذا كان القلب قاسيا لا يحترق عليه، فليطأطيء رأسه وليتشبه بالمصاب في الانكسار واظهاره، وما ادري كيف يقسو القلب؟! ولا يحترق على ذكر المظللوم الغريب الحبيب الذي يبكيه الصابر، لو تحقق الصبر على مصابه؟ ومنشأ هذه القساوة امران:
الاول: الخوض في طلب الفضول من الدنيا فإن في ذلك تأثيرا حتى ورد في الادعية: " اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع ومن بطن لا يشبع "
الثاني: كثرة الكلام فيما لا يعني كما في الرواية، وعلاج هذه القساوة: مسح رأس اليتيم، فقد ورد انه يرفع القساوة، مع ما فيه من الاجر.
الحادي عشر: البكاء بلا دمع، لجمود الدمع من كثرة الخروج، وقد اتفق ذلك لنسائه بعد رجوعهن الى المدينة المنورة، واقامة العزاء، فعالجن ذلك، بما يجري الدمع: من السويق، كما ورد في بحارالانوار واصور الكافي.
الثاني عشر: البكاء بحيث يظهر اثره على الشخص فيمتنع من الطعام والشراب او الالتذاذ بهما او بغيرهما من مظاهر الحياة.
وهذا قد ورد في رواية مسمع بن عبد الملك، حيث انه لما اخبر الصادق عليه السلام بعروض هذه الحالة له عند ذكر الحسين عليه السلام، وتذكر ما صنع به، قال له: " رحم الله دمعتك "، ثم ذكر له الاجر الحاصل له من اول احتضاره الى انقضاء يوم الجزاء، على ما سنبين تفصيله عند بيان خواص البكاء ان شاء الله تعالى.
التعلیقات